مجلة المحيط الفلاحي

الرواق المغربي في معرض باريس: تألق عالمي يعكس جودة وتميز المنتجات الفلاحية المغربية

شهد الرواق المغربي في المعرض الدولي للفلاحة بباريس إقبالًا كثيفًا من الزوار، ما يعكس الاهتمام المتزايد بالمنتجات الفلاحية المغربية التي فرضت نفسها بقوة على الساحة الدولية بفضل جودتها العالية وتنوعها الفريد. ويعود هذا النجاح إلى تضافر جهود الفلاحين والتعاونيات المنتجة للمنتجات المحلية، بدعم ومواكبة مستمرة من وكالة التنمية الفلاحية، التي لعبت دورًا محوريًا في تحسين تنافسية هذه المنتجات وتعزيز تموقعها في الأسواق العالمية.

يُعدّ المعرض الدولي للفلاحة بباريس واحدًا من أكبر التظاهرات الفلاحية في أوروبا، حيث يجمع سنويًا آلاف العارضين من مختلف دول العالم. وفي هذا السياق، تألق الرواق المغربي من خلال عرض منتجات محلية ، مثل زيت الأركان، التمور، الزعفران، زيت الزيتون، الأعشاب العطرية، والمنتجات المجالية الأخرى ذات القيمة الغذائية العالية.

تميز مغربي في قلب باريس…

لعبت وكالة التنمية الفلاحية دورًا محوريًا في دعم التعاونيات الفلاحية المنتجة للمنتجات المحلية ، من خلال مواكبتها في عمليات التأهيل والتكوين، والمساعدة في الحصول على شهادات الجودة، إضافة إلى تعزيز قدراتها التسويقية عبر المشاركة في المعارض الدولية الكبرى. ويهدف هذا الدعم إلى تمكين صغار المنتجين من الولوج إلى الأسواق الخارجية والاستفادة من الفرص التجارية المتاحة، مما يساهم في تحسين دخلهم وتحقيق التنمية المستدامة في المناطق القروية.

كما تعمل الوكالة على تعزيز العلامة التجارية الجماعية “Terroir du Maroc”، التي تضمن الاعتراف الرسمي بجودة المنتجات المحلية وتمنحها ميزة تنافسية في الأسواق العالمية. وقد ساهمت هذه الاستراتيجية في زيادة الإقبال على المنتجات المغربية، حيث أصبحت تُعرف عالميًا بجودتها العالية وتميزها الطبيعي.

سرّ الجاذبية: الجودة والأصالة….

لم يكن الإقبال الكبير على الرواق المغربي من قبيل الصدفة، بل جاء نتيجة العمل الجاد التي تقوم به وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات قصد تطوير  الفلاحة المستدامة والترويج للمنتجات المحلية. فبفضل الدعم والمواكبة  المستمرة من طرف  وكالة التنمية الفلاحية، تمكنت العديد من التعاونيات من تحسين جودة منتجاتها وتطوير أساليب تعبئتها وفق المعايير الدولية، مما عزز جاذبيتها لدى المستهلك الأوروبي الباحث عن المنتجات الطبيعية والعضوية.

دبلوماسية اقتصادية عبر الفلاحة….

إلى جانب الجانب التجاري، شكّل الحضور المغربي في المعرض فرصة للترويج للعلامة الفلاحية المغربية وتعزيز الروابط الاقتصادية مع الشركاء الأوروبيين. كما ساهمت مشاركة التعاونيات في هذا الحدث الدولي في فتح آفاق جديدة لعقد شراكات وتوقيع اتفاقيات تعاون من شأنها توسيع الأسواق أمام المنتجات المغربية، خاصة تلك التي تحمل طابعًا محليا يعكس هوية المغرب وتنوعه البيئي والفلاحي.

نجاح مستمر ودعم حكومي…

يأتي هذا النجاح كنتيجة مباشرة للاستراتيجية الوطنية “الجيل الأخضر 2020-2030″، التي تهدف إلى تعزيز تنافسية المنتجات الفلاحية المغربية في الأسواق العالمية، وتحقيق الأمن الغذائي من خلال دعم الفلاحين وتشجيعهم على الإنتاج المستدام. كما أن جهود وكالة التنمية الفلاحية في دعم التعاونيات الفلاحية وتوجيهها نحو الابتكار والتسويق الفعّال جعلت من المنتجات المحلية المغربية عنصرًا رئيسيًا في المعارض الدولية الكبرى.

رهان على المستقبل…

مع استمرار نجاح الرواق المغربي في استقطاب الزوار وإبهار المتخصصين في المجال الفلاحي، تتعزز مكانة المنتجات المغربية كخيار مفضل للمستهلكين الباحثين عن الجودة والأصالة. ويبقى التحدي الأكبر هو مواصلة دعم وتطوير  التعاونيات الفلاحية وتطوير قدراتها الإنتاجية والتسويقية، لتعزيز مكانة المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله كقطب فلاحي دولي يعكس تراثه الفلاحي العريق وتنوعه البيئي الغني.

#المحيط الفلاحي : عادل العربي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.