مجلة المحيط الفلاحي

الداخلة-وادي الذهب: السيد البواري يتفقد مدى تقدم مشاريع كبرى للتنمية الفلاحية والبحرية

في تجسيد حي للدينامية التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد أحمد البواري، اليوم الجمعة الثاني من  ماي 2025، بزيارة ميدانية إلى جهة الداخلة – وادي الذهب، للوقوف عن كثب على مدى تقدم مجموعة من المشاريع المهيكلة التي تندرج في صلب تنزيل استراتيجيتي “الجيل الأخضر” و”أليوتيس”، وتعزيز النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله  ، سنة 2016.

وقد شملت هذه الزيارة، التي رافقته فيها كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، السيدة زكية الدرويش، أوراشًا تنموية متنوعة تمثل رافعات حقيقية لتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في القطاعين الفلاحي والبحري، مع التركيز على الابتكار والتكنولوجيا وتعزيز التشغيل والاستثمار المحلي.

مشروع تحلية مياه البحر: رافعة فلاحية مستدامة

في طليعة محطات الزيارة، وقف السيد البواري على تقدم أشغال مشروع تحلية مياه البحر بالداخلة، أحد أكبر المشاريع المهيكلة بالجهة. ويهدف هذا الورش الاستراتيجي، الذي تبلغ كلفته 2,6 مليار درهم، إلى إنتاج 37 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سنويًا، منها 30 مليون مخصصة للري و7 ملايين لتقوية التزويد بالماء الصالح للشرب.

ويعتمد المشروع على مقاربة بيئية مستدامة من خلال إحداث محطة تحلية متكاملة مدعومة بحقل ريحي بطاقة 60 ميغاواط، ما يضمن استقلالًا طاقيًا كاملاً وتقليصًا ملحوظًا للبصمة الكربونية. ويشمل المشروع أيضًا تجهيز مساحة فلاحية تمتد على 5200 هكتار، سيتم استغلالها من خلال 219 ضيعة فلاحية، منها 100 مخصصة لشباب المنطقة، مما سيساهم في خلق آلاف مناصب الشغل، وتثمين العقار الفلاحي، واستقطاب استثمارات جديدة.

إنتاج 37 مليون متر مكعب من المياه المحلاة..

وقال السيد البواري في تصريح للصحافة ، أن مشروع تحلية مياه البحر بالداخلة يهدف إلى إنتاج 37 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سنويا، تُخصص 30 مليون متر مكعب منها لسقي محيط فلاحي جديد يمتد على مساحة 5200 هكتار، فيما يُوجه الباقي لتزويد مدينة الداخلة والميناء الأطلسي بالماء الصالح للشرب.

وأكد المسؤول الحكومي،  أن هذا الورش الاستراتيجي سيُحدث تحولا عميقا في المنظومة الفلاحية للجهة، من خلال إنتاج يفوق 500 ألف طن من الخضروات سنويا، وخلق قيمة مضافة تتجاوز مليار درهم سنويا، إلى جانب إحداث أكثر من 25 ألف منصب شغل قار.

وأشار السيد البواري ، إلى أن المشروع يعتمد بالكامل على الطاقة الريحية، موضحا أن القطب الطاقي تم إنجازه بنسبة 100 في المائة، في حين بلغت نسبة التقدم العامة في المشروع حوالي 75 في المائة، تتوزع بين 60 في المائة لمحطة التحلية و90 في المائة للمحيط السقوي، مشددا على أن انطلاقة استغلال المشروع في شقه الفلاحي مبرمجة قبل متم السنة الجارية.

تطوير قنوات التسويق وتعزيز الأمن الغذائي…

في خطوة تهدف إلى تحديث قنوات تسويق المنتجات الفلاحية وضمان جودتها، تفقد الوزير مشروع سوق الجملة للخضر والفواكه وسوق القرب بمدينة الداخلة، المنجزين بشراكة مع جماعة الداخلة. ويهدف هذا الورش إلى ضمان انسيابية التسويق وتحسين شروط النظافة والسلامة الصحية، وقد بلغت نسبة تقدم الأشغال به حوالي 90%.

تثمين الموارد البحرية: استثمار وخلق فرص الشغل…

تضمنت الزيارة أيضًا معاينة وحدة صناعية مخصصة لتثمين الموارد البحرية بطاقة إنتاجية تبلغ 140 طنا يوميًا، واستثمار إجمالي قدره 127 مليون درهم، حيث من المرتقب أن تخلق هذه الوحدة 498 منصب شغل مباشر وغير مباشر.

كما تم تقديم مشروع ضخم لتثمين الأسماك السطحية الصغيرة، يشمل إحداث ست وحدات صناعية جديدة باستثمار يفوق 1,16 مليار درهم، وبطاقة تشغيلية تصل إلى 4378 منصب شغل، ما يعزز من قدرة الجهة على رفع نسبة تثمين المصطادات وتعزيز سلاسل القيمة ذات القيمة المضافة العالية.

السلامة البحرية: تكنولوجيا من أجل حماية الأرواح…

وفي الغرفة الأطلسية الجنوبية للصيد البحري، أعطى السيد الوزير رفقة السيدة الدرويش انطلاقة عملية توزيع أجهزة إرسال الإغاثة لتحديد الموقع عبر الأقمار الاصطناعية لفائدة قوارب الصيد التقليدي، بهدف تعزيز السلامة البحرية والتدخل السريع في حالات الحوادث. ويستهدف البرنامج تجهيز 6183 قاربًا، من بينها 3207 قارب بسواحل الداخلة، بميزانية تبلغ 20,6 مليون درهم.

رؤية ملكية متبصرة نحو تنمية مندمجة…

هذه الزيارة الميدانية تُعزز الرؤية الملكية المتبصرة التي تراهن على جعل الأقاليم الجنوبية قاطرة للتنمية المندمجة، من خلال خلق أقطاب إنتاجية متكاملة، تجمع بين الفلاحة العصرية، والصيد البحري المستدام، والطاقات المتجددة، والتصنيع المحلي.

وقد عبر السيد البواري عن ارتياحه لمستوى تقدم الأشغال، مشددًا على ضرورة مواصلة التنسيق بين مختلف المتدخلين لتسريع وتيرة الإنجاز وضمان جاهزية هذه المشاريع في الآجال المحددة، لما لها من أثر مباشر على تحسين ظروف عيش الساكنة، وتحفيز الاستثمار، وتقوية الجاذبية الاقتصادية لجهة الداخلة – وادي الذهب.

#المحيط الفلاحي : عادل العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.