مجلة المحيط الفلاحي

السيد صديقي يتباحث مع نظرائه الأفارقة لتعزيز التعاون في قطاع الصيد البحري

على هامش انعقاد النسخة الثالثة من المؤتمر رفيع المستوى حول مبادرة الحزام الأزرق (BBI) الذي استضافته مدينة طنجة، أجرى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات السيد محمد صديقي ،  الثلاثاء الثامن من أكتوبر، مباحثات مثمرة مع نظرائه المسؤولين عن قطاع الصيد البحري من ساو تومي وبرينسيبي، الكاميرون، غينيا بيساو، وغينيا الاستوائية.

وقد جاءت هذه المباحثات في إطار التعاون الإفريقي المشترك، في ظل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، الذي يولي أهمية كبرى لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، خاصة في مجال التنمية المستدامة والموارد البحرية. وتؤكد تعليمات جلالة الملك على ضرورة دعم وتطوير شراكات قوية بين الدول الإفريقية لتحقيق التنمية المشتركة وتجاوز التحديات الاقتصادية ، وذلك من خلال تبادل الخبرات والابتكار في المجالات الحيوية.

وشكلت هذه اللقاءات فرصة لتعميق الشراكات الإفريقية وتعزيز التعاون بين الدول من أجل تحقيق حكامة مستدامة للموارد البحرية، والتي تمثل ثروة هائلة للبلدان الإفريقية الساحلية. وقد تركزت المناقشات على ضرورة تقوية قدرات هذه الدول في مجالات الإدارة المستدامة للموارد البحرية، بهدف ضمان استغلال رشيد يدعم الأجيال القادمة ويحافظ على التنوع البيولوجي البحري.

كما أولت المناقشات اهتماماً خاصاً لتربية الأحياء المائية، وهو قطاع في طور الازدهار، يملك إمكانيات كبيرة لسد العجز الحاصل في الإنتاج البحري بإفريقيا. حيث تعتبر تربية الأحياء المائية أحد الركائز الأساسية لتعزيز الأمن الغذائي القاري، من خلال توفير مصدر بديل ومستدام للمنتجات البحرية، وزيادة نصيب استهلاكها في الأسواق الإفريقية.

تأتي هذه المبادرة في إطار رؤية شاملة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام للدول الإفريقية، حيث تلعب مبادرة الحزام الأزرق دوراً حيوياً في تعزيز التعاون بين الدول الساحلية وتطوير تقنيات وأساليب حديثة في إدارة الصيد البحري. كما تهدف إلى استغلال الإمكانيات الهائلة للموارد البحرية بطريقة تحافظ على البيئة وتضمن استمرارية هذه الثروات.

وبفضل هذه المبادرات، باتت إفريقيا تقترب أكثر من تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال المنتجات البحرية، ما ينعكس إيجاباً على النمو الاقتصادي . ويؤكد المؤتمر على أن الاستثمار في تربية الأحياء المائية هو استثمار في مستقبل الأجيال القادمة وفي استدامة موارد القارة البحرية، في إطار التعاون جنوب-جنوب الذي يدعو إليه جلالة الملك، والهادف إلى تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية.

#المحيط الفلاحي: عادل العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.