الصيد البحري: بوابة التنمية المستدامة بالاقاليم الجنوبية ورؤية اقتصادية متكاملة بالصحراء المغربية..
تتجدد معالم التنمية المستدامة في الأقاليم الجنوبية بالصحراء المغربية بفضل الجهود المبذولة لتعزيز قطاع الصيد البحري وتطوير بنيته التحتية، بما يجسد رؤية استراتيجية واضحة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. وفي هذا السياق، شهدت مدينة الداخلة، يوم الخميس 5 دجنبر 2024، حدثًا بارزًا تمثل في إشراف السيدة زكية الدريوش، كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، المكلفة بالصيد البحري، على تدشين وحدة صناعية متخصصة في إنتاج وصنع معلبات السمك.
هذا المشروع الصناعي الجديد يُعد إضافة نوعية لمجال الصناعات البحرية التحويلية ذات القيمة المضافة العالية، ويعكس تطلعات الوزارة لتعزيز سلسلة الإنتاج السمكي، بدءًا من الصيد إلى التصنيع والتسويق، وفق رؤية متكاملة تستجيب لمعايير الجودة والابتكار. الوحدة الجديدة ليست مجرد منشأة صناعية، بل هي نموذج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، إذ ستوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء المنطقة، وتساهم في تحسين ظروف عيش الساكنة المحلية من خلال إدماجها في الدورة الاقتصادية.
وفي كلمتها بالمناسبة، أكدت السيدة زكية الدريوش، أن هذه الوحدة تعد السادسة المتخصصة في التصبير بمدينة الداخلة، مشيرة إلى أنه سنة 2025 سيتم إنشاء وحدتين أخرتين ستعززان النسيج الصناعي بالمنطقة.
وسجلت السيدة الدريويش أن الداخلة لم تكن تتوفر في السابق إلا على وحدات تجميد، مشيرة إلى أن النسيج الصناعي تم تعزيزه اليوم بفضل إنشاء العديد من وحدات التصبير والتعليب، من خلال تعبئة استثمارات إجمالية فاقت قيمتها مليار درهم.
وذكرت بأن استراتيجية هاليوتيس ترتكز على ثلاث ركائز تهم استدامة الموارد والأداء والتثمين.
الجدير بالذكر أن تدشين هذه الوحدة يأتي في سياق سلسلة من المشاريع والمبادرات التي تشهدها الأقاليم الجنوبية بالصحراء المغربية، والتي تهدف إلى ترجمة الإرادة الملكية السامية في جعل هذه المناطق نموذجًا للتنمية المتكاملة. وقد رافق السيدة زكية الدريوش خلال هذه الزيارة وفود رسمية ومسؤولون محليون، حيث جرى الوقوف أيضًا على عدد من المشاريع الأخرى التي تساهم في تحسين تدبير الموارد البحرية، من بينها نظام قياس وزن المفرغات الذي بدأ العمل به سنة 2024.
إن هذا الإنجاز الجديد يسلط الضوء على دور وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في تفعيل استراتيجيات فعالة تعزز من تنافسية القطاع البحري المغربي، وتدعم مكانة المملكة كواحدة من أبرز الدول المنتجة للثروة السمكية في العالم. ويبعث برسالة أمل بأن الأقاليم الجنوبية للمملكة باتت اليوم نموذجًا يحتذى به في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بفضل مشاريع تستجيب لاحتياجات الساكنة وتنسجم مع تطلعاتها المستقبلية.
وبينما يخطو قطاع الصيد البحري خطوات واثقة نحو مستقبل واعد إن شاء الله ، يبقى الإشراف المباشر والمتابعة الدقيقة من طرف السيدة زكية الدريوش خير دليل على التزام كتابة الدولة المكلفة بقطاع الصيد البحري بتنزيل أهداف التنمية المستدامة على أرض الواقع، وجعل الموارد البحرية رافعة حقيقية للنمو والازدهار في مختلف ربوع المملكة.
#عادل العربي