“المثمر” يعزز الممارسات الزراعية السليمة في زراعة الفصة والبونيكام بݣلميم…
في خطوة ميدانية تستهدف دعم الزراعة العلفية وتثمين مواردها، قام طاقم برنامج “المثمر” وبدعم من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بزيارة إلى عدد من الضيعات الفلاحية بإقليم كلميم، المتخصصة في زراعة الفصة والبونيكام. وقد جاءت هذه الزيارة في سياق سعي البرنامج إلى مواكبة الفلاحين ومساعدتهم على اعتماد ممارسات زراعية فعالة، تراعي متطلبات التربة والمناخ، وتحقق إنتاجية عالية تراهن على الاستدامة والجودة.
البونيكام، باعتباره نباتًا علفيًا يتحمل ملوحة التربة ويتميز بسرعة نموه ووفرة إنتاجه، يبرز اليوم كبديل واعد للزراعات التقليدية، خاصة في ظل شح الموارد المائية وتوالي سنوات الجفاف. هذه الخصائص دفعت الفريق التقني لبرنامج “المثمر” إلى تسليط الضوء على مزاياه، مع تقديم مجموعة من التوجيهات الميدانية التي تهم جميع مراحل الزراعة، بدءًا من اختيار البذور والشتلات السليمة ذات الجودة العالية، مرورًا بضبط التسميد بناءً على نتائج تحاليل التربة، وصولًا إلى الحرص على انتظام عملية السقي لضمان إنبات متجانس يعزز من قوة النبات منذ بدايته.
كما تم التركيز على أهمية الوقاية من الأعشاب الضارة عبر أساليب زراعية وميكانيكية تحد من تأثيرها، إضافة إلى دعوة الفلاحين إلى تتبع حالة المزروعات عن كثب، خاصة ما يتعلق بالآفات الحشرية التي تصيب الزراعات العلفية، مثل يرقة حفارة الأوراق، مع التأكيد على ضرورة التدخل في الوقت المناسب ضمن إطار برامج المكافحة المندمجة.
وقد لقيت هذه التوجيهات تفاعلًا إيجابيًا من الفلاحين الذين أبدوا استعدادهم لتبني هذه الممارسات والتقنيات الجديدة، في أفق تحسين مردودية ضيعاتهم والرفع من جودة الإنتاج. كما نوهوا بالمواكبة التقنية التي يوفرها برنامج “المثمر”، والتي تسهم في تعزيز قدراتهم وتحقيق نوع من الاستقرار الزراعي في منطقة تعرف بتحدياتها البيئية والمناخية.
إن زراعة البونيكام والفصة في كلميم ليست مجرد نشاط فلاحي عادي، بل هي رهان تنموي حقيقي يعكس وعي الفلاح المحلي بضرورة التأقلم مع المتغيرات، واستعداده لاحتضان تقنيات حديثة تضمن الأمن العلفي وتدعم الفلاحة المستدامة بالمجالات القروية لجهة كلميم واد نون.
#المحيط الفلاحي : عادل العربي