مجلة المحيط الفلاحي

المغرب يعزز تعاونه مع أمريكا اللاتينية والكاريبي في المجالين الفلاحي والمائي…

في خطوة تعكس التزام المغرب بتعزيز شراكاته الدولية وترسيخ التعاون جنوب-جنوب، عقد السيد البوراي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، يوم الجمعة 14 فبراير، لقاءً ثنائياً مع السيد رولاندو غونزاليس، رئيس برلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي، مرفوقاً بأعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة البرلمانية الإقليمية، وذلك في إطار زيارة العمل التي يقومون بها للمملكة.

وقد شكل هذا اللقاء منصة حوار مثمرة حول سبل تعزيز التعاون في المجالين الفلاحي والمائي بين المغرب ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي، لمواجهة التحديات المشتركة التي يفرضها التغير المناخي، والتي باتت تؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي واستدامة الموارد الطبيعية.

استراتيجية “الجيل الأخضر” في قلب النقاش…

خلال اللقاء، تم تقديم استراتيجية “الجيل الأخضر”، التي تشكل نموذجاً شاملاً ومبتكراً يهدف إلى إرساء فلاحة مستدامة ومتطورة. وقد ركز النقاش على الركائز الأساسية لهذه الاستراتيجية، خاصة ما يتعلق بتحسين نجاعة استخدام المياه والطاقة في القطاع الفلاحي، باعتبارهما عنصرين حاسمين لضمان استدامة الإنتاج الزراعي في ظل التغيرات المناخية.

كما تم التطرق إلى الحلول التي يعتمدها المغرب في مجال ترشيد الموارد المائية، من خلال مشاريع الري بالتنقيط، وتحلية المياه، وتخزين مياه الأمطار، إلى جانب الجهود المبذولة لتعزيز الإنتاجية الفلاحية عبر إدماج التكنولوجيا الحديثة والابتكار في الممارسات الزراعية.

الابتكار والبحث الزراعي لتعزيز التعاون الدولي..

إدراكاً لأهمية الابتكار في تطوير قطاع الفلاحة، استعرض الجانبان فرص التعاون في مجال البحث الزراعي وتبادل الخبرات والتقنيات الحديثة، سعياً إلى تطوير منظومات زراعية أكثر مرونة وكفاءة. وقد شدد الطرفان على ضرورة توطيد العلاقات العلمية والتقنية بين المؤسسات البحثية في المغرب ونظيراتها في أمريكا اللاتينية والكاريبي، من أجل تبادل أفضل الممارسات والاستفادة من التجارب الناجحة في مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية.

نحو شراكة جنوب-جنوب قوية…

يأتي هذا اللقاء ليؤكد مجدداً التزام المملكة المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ،بتعزيز علاقاته مع شركائه في أمريكا اللاتينية والكاريبي، في إطار رؤية متكاملة تستند إلى مبدأ التعاون جنوب-جنوب. وهو ما يعكسه السعي المشترك لإرساء نموذج جديد من التعاون، يقوم على تقاسم الخبرات وتطوير مشاريع مشتركة في المجالين الفلاحي والمائي، بما يخدم تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.

إن هذا التقارب بين المغرب ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي لا يعزز فقط العلاقات الثنائية، بل يفتح آفاقاً أوسع لتأسيس شراكات استراتيجية تعزز تبادل المعرفة والابتكار، وتساهم في بناء مستقبل زراعي أكثر استدامة ومرونة في مواجهة التغيرات المناخية.

المحيط الفلاحي : عادل العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.