مجلة المحيط الفلاحي

جمعية مهندسي الهندسة القروية والمساهمة في تعزيز صمود النظم الزراعية في المغرب…

في ظل التحديات المناخية المتزايدة التي تواجه المغرب، تبرز مسألة الحفاظ على الموارد الطبيعية، وعلى رأسها التربة، كأحد الركائز الأساسية لضمان الأمن الغذائي وتحقيق التنمية الفلاحية المستدامة. وفي هذا السياق وبمبادرة من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” ، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة “إيكاردا “،والمعهد الوطني للبحث الزراعي عُقدت بمناسبة اليوم العالمي للتربة الذي يصادف الخامس من دجنبر كل سنة ورشة عمل علمية تحت شعار: “نحو إدارة مستدامة للتربة والمياه من أجل تعزيز صمود النظم الزراعية في المغرب”، بمشاركة نخبة من الخبراء والمهندسين القرويين.

دور جمعية مهندسي الهندسة القروية في تحقيق الاستدامة

في مداخلة قيمة له أبرز السيد المهدي الريفي، المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية ونائب رئيس جمعية مهندسي الهندسة القروية بالمغرب والتي يرأسها السيد أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أهمية التربة كعنصر حيوي لتحقيق الأمن الغذائي، مشددًا على ضرورة الحفاظ عليها من خلال اتباع ممارسات زراعية مستدامة. ونوّه بالدور الريادي الذي تقوم به جمعية مهندسي الهندسة القروية، التي تضم أكثر من 2000 مهندس قروي، في تنظيم لقاءات وندوات علمية تهدف إلى مناقشة قضايا حيوية تتعلق بالمناخ والمياه والتربة.

وأشار السيد الريفي إلى أن الجمعية كانت سبّاقة في مناقشة حلول استراتيجية منذ عام 2005، حيث عقدت لقاءً في مدينة أكادير حول تحلية مياه البحر. واليوم، أصبح هذا النقاش حقيقة ملموسة مع مشروع تحلية مياه البحر في شتوكة، مما يؤكد أهمية دور الجمعيات والخبراء في تقديم رؤى مبتكرة لمعالجة التحديات التي تواجه القطاع الفلاحي.

أهمية التربة في مواجهة التحديات المناخية

أوضح السيد الريفي في عرضه أن التربة تعد عنصرًا حيويًا يجب الحفاظ عليه لضمان استدامة النظم الزراعية. وأكد أن الحلول البديلة التي تطرحها المؤسسات والجمعيات العلمية، مثل اعتماد أساليب الزراعة الذكية وتحسين إدارة الموارد المائية، تُمثّل السبيل الأمثل للحفاظ على هذه المادة الحيوية. ودعا إلى ضرورة دعم المؤسسات المعنية للمشاريع التي تساهم في حماية التربة، بما يضمن مستقبلًا أكثر استدامة للزراعة في المغرب.

تكثيف الجهود في المحافل الدولية…

وأكد السيد الريفي، خلال مداخلته، على أهمية تكثيف الجهود في المحافل الدولية للترافع بشكل فعال من أجل تعبئة التمويلات الضرورية لتنفيذ مشاريع استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على الموارد المائية والتربة. وأبرز أن هذا التوجه يعد ركيزة أساسية لضمان استدامة التنمية الزراعية ومواجهة التحديات البيئية الملحة التي تهدد مستقبل الأمن الغذائي.

مشاريع مبتكرة وأبحاث استراتيجية…

لا يمكن الحديث عن استدامة التربة دون التركيز على أهمية البحث العلمي والابتكار. فقد أصبحت التحديات المناخية واقعًا يفرض البحث عن حلول جذرية ومبتكرة. ومن هنا تأتي أهمية تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لدعم المشاريع التي تركز على إدارة التربة والمياه.

كما أن دور الجمعيات، مثل جمعية مهندسي الهندسة القروية، يتمثل في خلق فضاءات للنقاش العلمي المثمر وتقديم مقترحات عملية تُساهم في تأهيل الفلاحة المغربية لمواجهة تحديات المستقبل. ومن أبرز الموضوعات التي يجب أن تحظى بالأولوية في النقاشات المقبلة هي تطوير تقنيات حديثة للحفاظ على التربة وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة.
مسؤولية مشتركة لمستقبل مستدام…

تظل مسألة الحفاظ على التربة وإدارة الموارد المائية تحديًا كبيرًا يفرض تكاتف الجهود بين مختلف الفاعلين. ومن خلال دعم الجمعيات العلمية والخبراء، يمكن للمغرب أن يخطو خطوات ثابتة نحو تحقيق فلاحة مستدامة تُعزز من صمود النظم الزراعية وتضمن الأمن الغذائي للأجيال القادمة. إن التربة ليست مجرد مورد طبيعي، بل هي ركيزة الاستدامة وعماد التنمية الزراعية.

#المحيط الفلاحي: عادل العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.