مجلة المحيط الفلاحي

دور منظمة الأغذية والزراعة في مجال منع وتقليص عمالة الأطفال في الزراعة

المحيط الفلاحي : تعرَّف عمالة الأطفال بأنها العمل الذي لا يتناسب مع سنّ الطفل، أو يُضرّ بتعليم الأطفال، أو يمكن أن يلحق الأذى بصحتهم أو سلامتهم أو أخلاقهم. ويجب التشديد على أنه ليس كل عمل يؤديه الأطفال يعتبر عمالة أطفال. فبعض النشاطات يمكن أن تساعد الأطفال في اكتساب مهارات حياتية مهمة وتساهم في بقائهم وتوفير الأمن الغذائي لهم. إلا أن قدراً كبيراً من العمل الذي يقوم به الأطفال في مجال الزراعة لا يتناسب مع أعمارهم، ويمكن أن يكون خطيراً أو يعيق تعليمهم. فالطفل الذي يُستأجر وهو دون الحد الأدنى من السن المناسبة للتشغيل لكي يرعى الأبقار مثلاً، والطفل الذي يرش المبيدات، والطفل الذي يعمل طوال الليل على مركب صيد فيصاب بالتعب الشديد الذي لا يقدر معه الذهاب إلى المدرسة في الصباح التالي، ينطبق عليهم جميعاً وصف عمالة الأطفال.

إن عمالة الأطفال تؤدي الى إدامة وترسيخ دوّامة الفقر لدى الأطفال ذوي الصلة، وكذلك لدى أسرهم ومجتمعاتهم المحلية. إذ من المحتمل جداً بقاء هؤلاء الأولاد والبنات الذين لم يتلقوا التعليم اللازم فقراء. كما أن الانتشار الواسع لعمالة الأطفال في الزراعة تعد خرقاً لمبادئ العمل اللائق (العمل بكرامة). وبالنظر الى إدامتها للفقر، تؤدي عمالة الأطفال إلى تقويض الجهود التي تبذل لتحقيق الأمن الغذائي المستدام والقضاء على الجوع.

تعمل المنظمة يداً بيد مع شركائها من أجل معالجة الأسباب الجذرية لعمالة الأطفال، وبوجه خاص مع منظمة العمل الدولية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية والاتحاد الدولي لرابطات عمال الأغذية والزراعة والفنادق والمطاعم والمقاصف والتبغ والرابطات المتصلة بها والمعهد الدولي لبحوث سياسات الأغذية/إتحاد المراكز الدولية للبحوث الزراعية، وذلك من خلال “الشراكة الدولية للتعاون بشأن عمالة الأطفال في قطاع الزراعة” التي تأسست في 2007.

الأعمال الداعمة لمنع عمالة الأطفال في قطاع الزراعة:

التشارك في المعرفة وتنمية القدرات: كثيراً ما يكون العمل الذي يؤديه الأطفال في مجال الزراعة غير ملحوظ، لأن البيانات المتاحة بشأن النشاطات التي يقوم بها الأولاد والبنات، وكذلك الأخطار المرتبطة بها، محدودة. ولذلك تعمل المنظمة على تشجيع إنشاء قاعدة بيانات أوسع بشأن عمالة الأطفال عبر البلدان وداخل القطاعات الزراعية الفرعية المختلفة. كما تعمل لتمكين الجهات ذات الصلة من تبادل الممارسات الجيدة في هذا المجال، وتقوم بتطوير أدوات لدعم تنمية القدرات والتطوير المؤسساتي لدى البلدان

وتقدم المنظمة كذلك الدعم للتغلب على معوقات الإنتاج الزاعي التي توجِد طلباً على عمالة الأطفال مثل قلة إدخال وتطبيق التكنولوجيات المقتصدة في استخدام اليد العاملة. كما تعتبر إدخال ممارسات زراعية أكثر أمناً وسيلة أساسيةً للتخفيف من آثار المخاطر الحرفية.تقديم الدعم على الصعيد الإقليمي والقطري.

تمثل معالجة مشكلة عمالة الأطفال تحدّياً لا يستهان به، وذلك لأن القطاع الزراعي في كثير من البلدان ليس له أنظمة تحكمه أو لا يخضع للأنظمة بالقدر الكافي. ولذلك تقدم المنظمة الدعم للبلدان من اجل ضمان إدماج المسائل المتصلة بعمالة الأطفال بصورة أفضل ضمن السياسات والاستراتيجيات الزراعية الوطنية. كما تشجع القيام بالأعمال اللازمة بشكل منسَّق وتنفيذ التعهدات القطرية والإقليمية في هذا المجال.تشجيع العمل بهذا الشأن على صعيد عالمي: تشارك المنظمة في مبادرات عالمية رئيسية بهذا الصدد، من ضمنها اليوم العالمي لمناهضة عمالة الأطفال، وذلك لزيادة التوعية بشأن المجالات ذات الأولوية في العمل من أجل استئصال عمالة الأطفال من قطاع الزراعة. كما تولي المنظمة عناية متزايدة لمسائل عمالة الأطفال وضمان أخذها في الاعتبار في آلياتها العالمية عبر مجالات عملها المختلفة. ففي 2013 مثلاً أقرّ مؤتمر المنظمة في دورته الثامنة والثلاثون نسخة منقحة من مدونة السلوك الدولية بشأن إدارة المبيدات، بغية تشجيع الحكومات وقطاع صناعة المبيدات على إدخال التدابير اللازمة لتقليص إمكانية تعرّض الأطفال لأخطار المبيدات.

المحيط الفلاحي : الفاو

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.