مجلة المحيط الفلاحي

في حوار صحفي مع مجلة المحيط الفلاحي..المهندس الزراعي الموريتاني محمد سالك يشيد برؤية الملك محمد السادس في تمكين دول الساحل من الولوج إلى الأطلسي وتعزيز التكامل الإفريقي

في إطار التغطية الإعلامية للمنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي، أجرت مجلة “المحيط الفلاحي” حواراً خاصاً مع المهندس الزراعي الموريتاني محمد سالك، خريج جامعة سورية في المجال الزراعي، ومدير شركة أݣروتيكا للخدمات الزراعية، الرائدة في مجال المشاتل وتوزيع البذور والأسمدة والمبيدات بموريتانيا. ويُعد المهندس محمد سالك من أبرز الناشطين الزراعيين في بلاده، وله حضور قوي في التظاهرات الفلاحية الدولية، حيث شارك مؤخراً بفعالية في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب الذي تم تنظيمه بالعاصمة الإسماعيلية للمملكة مكناس.

مرحباً بكم مهندس محمد سالك، وشكراً على تخصيص هذا الوقت لمجلة “المحيط الفلاحي” .

 شكراً لكم أستاذ عادل، ولكل طاقم مجلة المحيط الفلاحي على هذه المبادرة الكريمة.

كيف ترون أهمية تعزيز التكامل الزراعي بين موريتانيا والمغرب في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة؟

إن التكامل الزراعي بين موريتانيا والمغرب يشكل فرصة استراتيجية حقيقية لتحقيق الأمن الغذائي لكلا البلدين، ويمكن أن يكون رافعة قوية للتنمية المستدامة. المغرب يتوفر على كوادر بشرية وكفاءة عالية متخصصة في القطاع الفلاحي وبنية تحتية زراعية متطورة، بينما تمتلك موريتانيا موارد طبيعية هامة، خصوصاً في الجنوب، مثل الأراضي الخصبة في منطقة شمامة، التي تضم مدناً مطلة على نهر السنغال كـبوݣي، روصو، وكيهيدي. وقد استثمر عدد من المستثمرين المغاربة في هذه المناطق، خاصة في إنتاج البطيخ، وكانت النتائج إيجابية على المستويين التقني والاقتصادي، وساهمت في نقل التكنولوجيا الزراعية مثل الري بالتنقيط إلى الأراضي الموريتانية.

ما هي أبرز التحديات التي تواجه التعاون في سلاسل الإنتاج النباتية والحيوانية بين البلدين…؟

 من أبرز التحديات التي تواجه هذا التعاون ضعف الكادر العلمي واليد العاملة المؤهلة في القطاع الزراعي والإنتاج الحيواني في موريتانيا. ولكن من خلال التعاون مع المغرب، الذي يتوفر على كفاءات علمية متقدمة، يمكن التغلب على هذه الإكراهات، خاصة في مجالات تهجين الأبقار، وإدخال سلالات جديدة من الدواجن، وهي أمور ضرورية لتعزيز الأمن الغذائي وضمان استدامته. كما أن موريتانيا بحاجة إلى تطوير البنية التحتية الزراعية والتقنية، وهو ما يمكن تحقيقه بشراكة استراتيجية قوية  مع جانب  المملكة المغربية الشقيقة .

ما هي أبرز المجالات التي يمكن تطويرها بين البلدين؟

 هناك العديد من المجالات الواعدة، على رأسها القطاع الزراعي والصيد البحري. فالبَلدان يمتلكان شواطئ غنية بالثروات السمكية، والتعاون بينهما في هذا المجال يمكن أن يحقق مكاسب كبيرة للطرفين. كما أن هناك إمكانيات كبيرة لتبادل التجارب والتكامل في سلاسل القيمة المرتبطة بالإنتاج الزراعي والبحري.

هل تعتقدون أن المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة لتطوير شراكات إفريقية؟

 المنتدى جاء في توقيت مناسب، يعكس الدينامية المتنامية في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين. فهو يمثل فرصة لبناء شراكات إفريقية جديدة تنطلق من تعاون موريتاني مغربي فعّال. على سبيل المثال،  بسبب الظروف المناخية الصعبة هناك نقص كبير هذه السنة  في اللحوم والأضاحي في المغرب ، في حين تمتلك موريتانيا ثروة حيوانية ضخمة، وأبدت استعدادها لتصدير الماشية  إلى المغرب. هذه المبادرة يمكن أن تتطور إلى تعاون دائم في مجال اللحوم والبيطرة، خاصة أن المغرب يتوفر على تجربة ناجحة في تهجين الأبقار، وهو ما تحتاجه موريتانيا لتطوير سلالاتها وتحقيق الاكتفاء من اللحوم والألبان.

كيف يمكن لموريتانيا الاستفادة من اهتمام المستثمرين المغاربة بأراضيها…؟

موريتانيا تمتلك أراضي خصبة ومياه عذبة في سهل شمامة، وهي بيئة مثالية للاستثمار الزراعي. وقد بدأ المستثمرون المغاربة فعلاً في استغلال هذه المؤهلات، لا سيما في إنتاج البطيخ، وهناك مشاريع مرتقبة لإنتاج كميات كبيرة من البصل وتصديره نحو السنغال ومالي. لتعزيز هذا التوجه، يجب تسهيل الإجراءات الإدارية، وتذليل العوائق البيروقراطية، وتشجيع الشراكات بين المستثمرين في البلدين، بما يخدم التكامل الزراعي وتوفير سلاسل غذائية قادرة على تلبية حاجيات المنطقة وربما التصدير نحو أوروبا.

كيف ترون آفاق تمكين دول الساحل الإفريقي من الوصول إلى المحيط الأطلسي؟ وما هو انعكاس ذلك على مستقبل التكامل الإقليمي…؟

 لا يسعني في هذا السياق إلا أن أشيد كثيرا بالرؤية الاستراتيجية  لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي ما فتئ يعمل على تعزيز الربط بين المغرب ودول الساحل الإفريقي عبر المحيط الأطلسي. وأبرز مثال على ذلك هو مشروع ميناء الداخلة الضخم ، الذي سيساهم في تسهيل تصدير المنتجات الفلاحية المغربية إلى بلدان مثل السنغال، مالي، وساحل العاج. هذا المشروع يعود الفضل فيه بعد الله سبحانه وتعالى  الى الملك محمد السادس ويمثل قاطرة للتنمية المشتركة، وسيعزز لا محالة التكامل الإقليمي بين المغرب وعمقه الإفريقي  ، خاصة في غرب القارة.

شكرا لك السيد محمد سالك على هذا  الحوار الصحفي الشيق والف مرحبا بك في وطنك الثاني المملكة المغربية…

شكراً لكم أستاذ عادل، وبدوري، كمهندس زراعي وناشط فلاحي في موريتانيا، لا يجب ان انسى  الدور الريادي الذي تضطلع به مجلة “المحيط الفلاحي” المتخصصة في القطاع الزراعي بالمغرب الشقيق ، هذا المنبر الإعلامي المتميز الذي يُعنى بالشأن الفلاحي، ويواكب باحترافية واهتمام كبيرين مختلف الأنشطة والإنتاجات الفلاحية بالمغرب وإفريقيا بصفة عامة . نتابعها باستمرار، ونثمن جهود القائمين عليها، راجين  لهم مزيداً من التوفيق والتألق، وأن تظل مستقبلاً عنواناً للإعلام الفلاحي الجاد والناجح، بإذن الله.

#المحيط الفلاحي: أجرى الحوار عادل العربي 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.