من أجل فلاحة مستدامة وصامدة في وجه التغيرات المناخية: المغرب يعزز التزامه بتدبير مائي مسؤول من خلال توقيع اتفاقيتين استراتيجيتين بمكناس
في لحظة مفصلية تعكس عمق الوعي بالرهانات المناخية والبيئية التي تواجه القطاع الفلاحي، شهد المعرض الدولي للفلاحة بمكناس اليوم الثلاثاء 22 من أبريل حدثاً بارزاً تمثل في توقيع اتفاقيتين استراتيجيتين بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ووزارة التجهيز والماء. وقد ترأس حفل التوقيع كل من السيد أحمد البواري، وزير الفلاحة، و نزار بركة، وزير التجهيز والماء، على هامش الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية التي التأمت تحت شعار: “تدبير المياه من أجل فلاحة مستدامة وقادرة على الصمود”.
تدبير تشاركي للفرشة المائية…
الاتفاقية الأولى جاءت لتكرس مقاربة تشاركية في تدبير الموارد المائية، من خلال وضع إطار تعاقدي خاص بالفرشة المائية لسهل سايس فاس-مكناس. وتهدف إلى إرساء حكامة رشيدة ترتكز على إشراك مختلف الفاعلين المعنيين، من مؤسسات عمومية ومجتمع مدني ومهنيين، وذلك للحفاظ على ديمومة هذا المورد الحيوي وضمان توازن بين متطلبات البيئة، وحاجيات الأنشطة الفلاحية، والصناعية، والحضرية.
الربط بين الفلاحة والمناخ..
أما الاتفاقية الثانية، فقد فتحت آفاقاً واعدة لتعزيز التكامل بين المعطيات المناخية والفلاحية، من خلال التعاون الوثيق بين الوزارتين المعنيتين في مجالات الرصد المناخي، وتبادل المعطيات والخبرات، وتطوير خدمات مناخية موجهة بدقة نحو دعم القرار الفلاحي، وتمكين الفاعلين من آليات للتكيف الاستباقي مع التغيرات المناخية.
إرادة سياسية قوية وترجمة عملية للاستراتيجيات الوطنية …
وقد أكد السيد أحمد البواري، في كلمته الافتتاحية للندوة، على أن هذا اللقاء الدولي يأتي في سياق تنزيل الاستراتيجيات الوطنية الطموحة، وعلى رأسها استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” و”البرنامج الوطني للتزويد بالماء الصالح للشرب ومياه السقي 2020-2027″، مبرزاً أن تعبئة الموارد المائية وتثمينها أصبح خياراً لا محيد عنه لضمان الأمن الغذائي وتعزيز صمود الفلاحة المغربية أمام التغيرات المناخية.
مضامين الخطاب الملكي ترسم معالم الرؤية الاستراتيجية…
وفي هذا الإطار، استحضر السيد البواري التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الواردة في خطاب العرش ليوم 29 يوليوز 2024، والتي وضعت قضية الماء في صدارة الأولويات الوطنية، ودعت إلى التحيين المستمر للسياسة المائية من أجل ضمان الحق في الماء الشروب وتوفير حاجيات الري بنسبة لا تقل عن 80 في المائة على امتداد التراب الوطني.
سبع سنوات من الجفاف : تحد غير مسبوق يتطلب تعبئة جماعية ..
وقد أشار الوزير إلى أن المغرب يواجه اليوم أطول دورة جفاف في تاريخه الحديث، حيث امتدت على مدى سبع سنوات متتالية، ما ألقى بظلاله على الإنتاج النباتي والحيواني، وأدى إلى تقليص كبير في الموارد المائية الموجهة للسقي، داعياً إلى مقاربات مبتكرة تعزز النجاعة وتكفل الاستدامة.
أفكار وتجارب وآفاق للتمويل والتعاون …
في ختام الندوة، تقاسم المشاركون، من وزراء وخبراء وشركاء دوليين، جملة من الرؤى والتجارب الناجحة في مجال التدبير المندمج للموارد، والابتكار في تقنيات الري، واستكشاف آليات تمويل ملائمة، مما يعكس الدينامية القوية التي يشهدها القطاع الفلاحي المغربي، والانفتاح على الممارسات الفضلى لتعزيز قدرته على الصمود والابتكار.
#المحيط الفلاحي : عادل العربي