من “سيام” مكناس إلى العالم… المغرب يبصم على تحوّل نوعي في تحلية المياه ويقود مسار الأمن المائي المستدام
في خطوة تؤكد ريادة المملكة المغربية في مواجهة التحديات المناخية والمائية، أشاد رئيس المجلس العالمي للمياه، السيد لويك فوشون، بالتقدم الكبير الذي حققته المملكة المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله في مجال تحلية المياه، مبرزًا أن محطة تحلية مياه البحر بمدينة الداخلة تمثل طفرة تكنولوجية بارزة، تُدار بكفاءة مغربية وباعتماد ذكي على الطاقات المتجددة.
وخلال افتتاح ندوة دولية رفيعة المستوى، نُظمت على هامش الدورة السابعة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، أكد السيد فوشون أن المحطة تُعد نموذجًا يحتذى به عالميًا، خاصة وأنها تمكّنت من تقليص تكلفة المتر المكعب من المياه المحلاة إلى أكثر من النصف، وهو ما قد يشكل منعطفًا حاسمًا لدول تعاني من الإجهاد المائي.
وفي خطوة تعكس الثقة الدولية في النموذج المغربي، كشف فوشون عن قرار المجلس العالمي للمياه التقدم باقتراح رسمي إلى الحكومة المغربية لإحداث مركز عالمي يُعنى بالمياه غير التقليدية والطاقات المتجددة، على أن يكون مقره في المغرب، تعزيزًا للدور الريادي للمملكة في هذا المجال.
ولم يغفل رئيس المجلس العالمي للمياه التحديات المرتبطة بالموارد المائية، مبرزًا أن التصدي لها يمر عبر ثلاث ركائز أساسية: المعرفة، الحكامة، والتمويل. وأوضح أن توظيف الذكاء الاصطناعي والابتكار العلمي بات أمرًا ضروريًا لاستغلال الموارد بطريقة مستدامة، عبر حلول مبتكرة مثل تحلية المياه وإعادة استخدام المياه المستعملة، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة إرساء حكامة رشيدة وتمويلات مبتكرة لضمان استمرارية هذه الجهود.
وفي الجانب المالي، دعا فوشون إلى إسقاط الديون المتعلقة بالمياه عن الدول الأكثر فقرًا، وتشجيع التمويل المزدوج، مع إرساء ضمانات دولية لدعم المشاريع المائية، مؤكدًا على أهمية تثمين تجارب دول الجنوب في صياغة الحلول المستقبلية لقضية المياه.
وقد افتُتحت الجلسة الرسمية للندوة بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد أحمد البواري، إلى جانب وزير التجهيز والماء نزار بركة، ووزراء من فرنسا وإيطاليا، ما يعكس البُعد الدولي لهذه التظاهرة.
ويُقام الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2025 من 21 إلى 27 أبريل بالعاصمة الإسماعيلية للمملكة مدينة مكناس، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة 1500 عارض من 70 دولة، تحت شعار: “الفلاحة والعالم القروي: الماء في قلب التنمية المستدامة”، في تأكيد على أهمية الموارد المائية في مستقبل التنمية الزراعية.
ويظل هذا الحدث محطة مركزية في الأجندة الزراعية للمملكة، ومنصة لتبادل الخبرات وتعزيز الشراكات، وفضاءً لعرض الحلول الفعلية للتحديات التي تواجه القطاع الفلاحي محليًا ودوليًا.
#المحيط الفلاحي : عادل العربي