الجالية المغربية… كفاءات ترفع راية الوطن في المحافل الدولية وتكرّس إشعاع المغرب الفلاحي
في أجواءٍ دولية مشحونة بالنقاشات حول الأمن الغذائي وتحديات التغيرات المناخية وتربية الماشية ، لمع اسم المغرب مجددًا في سماء الفلاحة العالمية، من خلال مشاركته المتميزة كأول بلد إفريقي ضيف شرف في الدورة الرابعة والثلاثين للقمة الدولية لتربية المواشي بمدينة كليرمون-فيران الفرنسية. مشاركةٌ مشرفة أكدت أن المغرب، برؤيته الملكية السديدة وباستراتيجيته الطموحة في التنمية الفلاحية، أصبح اليوم نموذجًا يُحتذى به في مجال تربية الماشية وتدبير الموارد الطبيعية في ظل الندرة والجفاف.
لقد كانت القمة مناسبة لإبراز التحول العميق الذي يعرفه القطاع الفلاحي المغربي، بفضل السياسات الوطنية التي جعلت من تربية الماشية رافعةً أساسية لتحقيق الأمن الغذائي الوطني، وتعزيز مكانة المملكة ضمن مصاف الدول الساعية إلى فلاحـةٍ مستدامة ومبتكرة.
وخلال هذا الحدث العالمي، أثبت الوفد المغربي الرسمي والمهني، برئاسة وزير الفلاحة السيد أحمد البواري، أن الحضور المغربي لم يعد مجرد مشاركة رمزية، بل هو حضور نوعي يفرض احترامه على الساحة الأوروبية والدولية بفضل الجدية، والكفاءة، والالتزام بخدمة التنمية القروية.
ومن بين الوجوه المغربية التي بصمت مشاركتها بحضور متميز، يبرز اسم السيد عبد الإله لبك، الفاعل الاقتصادي والجمعوي من الجالية المغربية الذي يرفع العالم الوطني عاليا المقيم بمدينة أجان الفرنسية، ورئيس جمعية الباب المفتوح (Association La Porte Ouverte Agen France)، السيد لبك يجسد صورة الجالية المغربية المخلصة، المنخرطة بوعي ومسؤولية في دعم الجهود التنموية لوطنها الأم.
لقد أكد السيد عبد الإله، من خلال تجربته الميدانية، أن الجالية المغربية في أوروبا ليست فقط قوة اقتصادية، بل هي أيضًا قوة فكرية ومهنية، تمتلك من الخبرة والكفاءة ما يجعلها حلقة وصلٍ حقيقية بين المغرب وشركائه الأوروبيين، خصوصًا في الميادين التقنية المرتبطة بالفلاحة وتربية الماشية.
تعاونٌ مغربي–فرنسي يتجدد اليوم في ظل تحديات مناخية معقدة، ليُعيد رسم ملامح شراكة قائمة على تبادل الخبرات في مجالات التحسين الوراثي، والتلقيح الاصطناعي، والتغذية المستدامة، وهي مجالات يرى فيها المهنيون المغاربة فرصة لتعزيز صمود القطاع وتطوير الإنتاج الحيواني.
كما كانت الدعوة التي وجهها الوزير البواري إلى نظيره الفرنسي للمشاركة في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس 2026، إشارةً قوية إلى استمرار الدينامية الإيجابية التي تطبع العلاقات بين البلدين، وإلى إيمان المغرب بضرورة الانفتاح على التجارب الدولية لتقوية منظومته الفلاحية.
إن ما يبعث على الفخر هو أن الجالية المغربية، وعلى رأسها رجال من طينة عبد الإله لبك، تواصل تأكيد حضورها في الساحة الأوروبية كقوة اقتراحٍ ومبادرة، تُسهم في نقل المعرفة، وتأطير اليد العاملة، وتدعيم مسار البحث عن حلول مبتكرة لتحديات الجفاف وندرة المياه.
هؤلاء المغاربة الأوفياء يجسدون معنى المواطنة الحقيقية خارج الحدود، ويبرهنون أن الانتماء للوطن لا يُقاس بالموقع الجغرافي، بل بالفعل الصادق والالتزام المستمر بخدمة صورته ومصالحه.
إن إشعاع المغرب في القمة الدولية لتربية المواشي لم يكن مجرد حدث عابر، بل محطة جديدة في مسار طويل من العمل الجاد والرؤية البعيدة، حيث يتكامل الداخل مع الخارج، ويتقاطع الفعل الرسمي مع المبادرة المواطِنة، في سبيل فلاحـة مغربية حديثة، خضراء، ومبتكرة، قادرة على مواجهة المستقبل بثقة واقتدار.
#عادل العربي