مجلة المحيط الفلاحي

توصيات مهمة من الورشة الأفريقية للنهوض بالنظم المستدامة لتربية الدجاج البياض خارج الاقفاص بالمغرب ..

في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز نظم تربية الدجاج البياض الأكثر استدامة واحترامًا لرفاهية الحيوان، نظمت الرابطة الأفريقية لتسحين ظروف تربية الحيوانات الداجنة فرع المغرب ، يوم العشرون من يونيو 2025 بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، ورشة عمل وطنية احتضنها فندق هيلتون، تحت عنوان “النهوض بالنظم المستدامة لتربية الدجاج البياض بالمغرب”. وقد عرفت هذه الورشة حضورًا وازنًا لخبراء مغاربة ودوليين، وممثلي مؤسسات رسمية، وباحثين جامعيين، ومربين، إلى جانب ممثلين عن الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن (FISA).

تميزت هذه المحطة بتقديم مداخلات نوعية ركزت على أهمية الانتقال التدريجي من نظم التربية التقليدية المعتمدة على الأقفاص إلى نظم أكثر احترامًا للرفق بالحيوان، من خلال اعتماد بدائل مستدامة تدعم جهود المربين وتستجيب لتطلعات المستهلكين. وقد افتتحت أشغال الورشة بكلمة ترحيبية ألقتها الأستاذة سورايا نوري، قبل أن يتناول الكلمة كل من السيد خالد بخاري، ممثل وزارة الفلاحة، والسيدة وداد بوكيل، المديرة الجهوية للمكتب  الوطني للاستشارة الفلاحية بجهة الدار البيضاء-سطات، حيث شددوا على ضرورة ملاءمة الممارسات الفلاحية الوطنية مع التزامات المغرب في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030”.

وشكلت المداخلة الرئيسية للدكتور جايكوب أويانغ، حول الحركة العالمية للانتقال إلى التربية من دون أقفاص، لحظة قوية في الورشة، تلاها عرض قدمه ممثل الرابطة   الأفريقية لتسحين ظروف تربية الحيوانات الداجنة بالمغرب  السيد زكريا بنرادي، بالإضافة إلى عروض علمية تناولت المعايير الدنيا لرفاه الحيوان، ومسالك التوزيع القصيرة، والوقاية من أنفلونزا الطيور، إلى جانب مناقشة مذكرات التفاهم الموقعة مع المنتجين.

و أبرز تقرير نهائي عن الورشة توصلت مجلة “المحيط الفلاحي” بنسخة منه خلص  إلى توصيات محورية مهمة ، من أبرزها ضرورة مواكبة المربين تقنيًا وماليًا وتشريعيًا للانتقال نحو نظم تربية خارج الأقفاص، ووضع خارطة طريق وطنية في هذا الإطار، إلى جانب تطوير وحدات تكوينية لفائدة التقنيين والمربين والبيطريين، وتكثيف حملات التوعية الموجهة للمستهلكين لتشجيعهم على اقتناء البيض المنتج وفقًا لمعايير الرفق بالحيوان. كما تمت الدعوة إلى تحسين المعايير الوطنية عبر اعتماد تقييم علمي لرفاه الحيوان داخل الضيعات، وتوحيد علامة “بيض بلدي” الرسمية، إضافة إلى تسهيل الولوج إلى العلامات الوطنية مثل “بيض الدجاج المغربي في الهواء الطلق” و”بيض الدجاج المغربي فوق الأرض”، وتطوير التسويق المسؤول عبر التجارة الرقمية والمسالك القصيرة واستهداف الفنادق والمطاعم الكبرى.

ولم تغفل التوصيات أهمية تعزيز الأمن الحيوي من خلال تكوين المربين على إدارة المخاطر الصحية، وضرورة إرساء آلية وطنية لتتبع وتخطيط قطاع تربية الدجاج البياض البديل، عبر إنشاء لجنة وطنية متعددة الفاعلين وبناء قاعدة بيانات وطنية محدثة.

ومن بين النقاط المهمة التي أشار لها  التقرير الختامي للورشة، تنظيم لقاءات افتراضية لدعم التعاون الأكاديمي، وتشكيل فريق عمل وطني متعدد الأطراف من أجل مواكبة الفاعلين وتشجيع التزود التدريجي بالبيض المنتج خارج الأقفاص، فضلًا عن إعداد خارطة طريق متوسطة المدى لاعتماد نظم بديلة، مع الإعلان عن تنظيم النسخة الثانية من الورشة خلال سنة 2026 بشراكة مع فيدرالية FISA.

تجسد هذه الورشة خطوة استراتيجية نحو تربية مستدامة وأكثر إنصافًا للدواجن في المغرب، وتؤسس لمسار وطني طموح يجعل من رفاهية الحيوان والتنمية الفلاحية المتوازنة ركيزتين أساسيتين لمستقبل قطاع الدواجن في البلاد.

#المحيط الفلاحي: عادل العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.