عبد الإله لبك: “المشاركة المغربية في قمة تربية المواشي كانت ناجحة بكل المقاييس وأبرزت كفاءة المهنيين المغاربة..” (حوار صحفي)
في أجواء دولية طبعتها النقاشات حول الأمن الغذائي وتحديات التغيرات المناخية، اختتمت بمدينة كليرمون-فيران الفرنسية فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين للقمة الدولية لتربية المواشي، التي حظي فيها المغرب أن يكون أول بلد إفريقي ضيف شرف على هذا الحدث العالمي البارز. مشاركةٌ متميزة عكست المكانة المتقدمة التي بات يحتلها القطاع الفلاحي المغربي على الصعيد الدولي، بفضل الرؤية الملكية السديدة والسياسات الطموحة التي جعلت من تربية الماشية رافعة أساسية للأمن الغذائي الوطني.
في هذا السياق، كان لنا هذا الحوار الصحفي مع الفاعل الاقتصادي الفلاحي والجمعوي السيد عبد الإله لبك، المقيم بمدينة أجان الفرنسية ورئيس جمعية الباب المفتوح (Association La Porte Ouverte Agen France)، والذي شارك ضمن وفد من الفلاحين المغاربة في هذه القمة. يحدثنا لبك عن دلالات الحضور المغربي المشرّف، وآفاق التعاون المغربي الفرنسي في مجال تربية المواشي، وكذا عن دور الجالية المغربية في دعم الجهود التنموية والبحث عن حلول مبتكرة لتحديات الجفاف وندرة المياه.
في البداية كيف تقيّمون المشاركة المغربية في هذه الدورة من القمة الدولية لتربية المواشي…؟
يمكن القول أن المشاركة المغربية كانت ناجحة بكل المقاييس، سواء من حيث التنظيم أو من حيث الحضور النوعي للوفد المغربي الرسمي الرفيع المستوى برئاسة السيد وزير الفلاحة أحمد البواري. هذه المشاركة شكلت محطة جديدة لإبراز الكفاءة المغربية في قطاع تربية المواشي، ولتأكيد قدرة المهنيين المغاربة، سواء داخل الوطن أو من أفراد الجالية بالخارج، على التألق في الساحة الأوروبية بفضل خبرتهم العالية وجديتهم في العمل.
القمة جاءت في ظرف مناخي صعب يتسم بتوالي سنوات الجفاف. كيف يتعامل مربو الماشية المغاربة مع هذا التحدي…؟
صحيح، نحن نعيش في سياق يتسم بندرة الموارد المائية وتراجع الإنتاج الحيواني، سواء في اللحوم أو الحليب. لكن المغرب أبان عن قدرة كبيرة على التكيف، بفضل سياسة استباقية تعتمد على حلول تقنية مستدامة. وقد تأثر القطيع الوطني خلال السنوات الأخيرة بالإجهاد المائي، لكن بفضل التوجيهات الملكية السامية، نعمل بوتيرة متسارعة لإعادة بناء القطيع الوطني باعتباره جزءا لا يتجزأ من سيادتنا الغذائية.
وما الذي يميز التعاون المغربي الفرنسي في هذا المجال تحديدا؟
العلاقة بين البلدين في المجال الفلاحي عميقة ومتجددة. خلال هذه القمة تم توقيع اتفاقيتي تعاون جديدتين بين المغرب وفرنسا، تهدفان إلى تعزيز صمود قطاع تربية المواشي والابتكار الفلاحي. من أبرز أهداف التعاون تبادل الخبرات في مجالات التحسين الوراثي والتلقيح الاصطناعي والتغذية المستدامة.على اعتبار الجانب الفرنسي يتوفر على تجربة متقدمة، ونحن نمتلك من جانبنا كفاءات وخبرة ميدانية كبيرة، خصوصا في التكيف مع ندرة المياه وتدبير الموارد الطبيعية.
هل من نتائج عملية أو آفاق مستقبلية لهذه المشاركة…؟
بالتأكيد. الوزير البواري وجه خلال افتتاح الجناح المغربي دعوة رسمية إلى نظيره الفرنسي للمشاركة في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس 2026، الذي سينظم ما بين 20 و26 أبريل المقبل تحت شعار “تربية المواشي”. كما تم الاتفاق على تفعيل برامج تكوين مشتركة في مجال تربية السلالات المحلية وتثمين المنتجات الحيوانية. شخصيا أرى أن هذه الخطوة ستفتح آفاقا جديدة لتعاون مثمر ومتوازن بين البلدين.
أنتم كفاعل اقتصادي و جمعوي وتعملون على مواكبة و تكوين اليد العاملة الفلاحية بفرنسا، ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الجالية المغربية في هذا المسار…؟
بالطبع ،الجالية المغربية تمتلك خبرة طويلة في الميدان الفلاحي داخل فرنسا، وهي تشكل حلقة وصل مهمة بين المهنيين في البلدين ،نحن ، نعمل ما في وسعنا على تكوين وتأطير العمال الفلاحين، و نؤمن أن التعاون الميداني بين المهنيين هو مفتاح النجاح الحقيقي لأي شراكة مستقبلية.
كلمة أخيرة…؟
أود التأكيد أن الكفاءة المغربية ليست شعارا بل واقعا ملموسا، يتجلى في الحضور الفاعل والاحترافي للمشاركين المغاربة في كل المحافل الدولية. هذه القمة أكدت مرة أخرى أن المغرب شريك موثوق به، يمتلك رؤية واضحة لتطوير قطاع تربية المواشي في ظل التحولات المناخية والاقتصادية.
حاوره: عبد الصمد تاج الدين