لقاء دراسي بإقليم خريبكة يجمع الخبراء والفلاحين: نحو ترسيخ ممارسات الزراعة الحافظة من خلال التجارب الميدانية
في إطار جهودها الرامية إلى ترسيخ مبادئ الزراعة المستدامة وتعزيزها، تنظم الجمعية المغربية للزراعة الحافظة، بشراكة مع نخبة من شركائها المؤسساتيين والعلميين، لقاءً دراسيًا ميدانيًا حول حصاد التجارب الفلاحية النموذجية، وذلك يوم السبت 17 ماي 2025 بجماعة أولاد بوغادي، إقليم خريبكة.
ويأتي هذا اللقاء تحت شعار: “الزراعة الحافظة… من التجربة إلى التمكين: الخرطال والتريتيكال كنموذج”، ليمثل فرصة علمية وتطبيقية متميزة لتبادل الخبرات بين الفاعلين في المجال الفلاحي، وخصوصًا ما يتعلق باعتماد نظم الزراعة الحافظة التي أضحت خيارًا استراتيجيًا لمواجهة التحديات المناخية، والحفاظ على التربة، وضمان الأمن الغذائي.
التجارب الميدانية كمدخل للتمكين…
يرتكز اللقاء على عرض نتائج تجارب ميدانية متميزة تمت بفضل تعاون بين الفلاحين المحليين، والباحثين، والمؤسسات الشريكة، من بينها المعهد الوطني للبحث الزراعي و “إيكاردا” ، والمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، إلى جانب شركاء إعلاميين .
وسيتم خلال هذا اللقاء تقديم خلاصات علمية ونتائج ملموسة لتجارب زراعة محصولي الخرشال والتريتيكال في ظروف مناخية صعبة، مع الوقوف عند الممارسات الفلاحية المعتمدة، ومدى نجاح تقنيات الزراعة الحافظة في تحسين مردودية الإنتاج، وتقليل التكاليف، وتعزيز خصوبة التربة.
رهانات متعددة… وآفاق واعدة…
يتجاوز هذا اللقاء طابع العرض التقني، ليُشكّل أرضية للتفكير المشترك حول سبل تعميم الزراعة الحافظة على نطاق أوسع، لاسيما في المناطق شبه الجافة، التي تواجه ضغطًا متزايدًا بفعل التغيرات المناخية وندرة الموارد المائية.
كما يسعى المنظمون إلى تحويل هذه التجارب إلى منطلق لبناء قدرات الفلاحين وتمكينهم من أدوات التكيف والاستدامة، وجعلهم فاعلين في التحول الزراعي المنشود، بما ينسجم مع التوجهات الكبرى لاستراتيجية “الجيل الأخضر” .
منصة علمية تفاعلية بامتياز…
وستتميز هذه المحطة الميدانية بتقديم عروض تقنية، وتنظيم زيارات إلى الحقول التجريبية، وتبادل مباشر بين الفلاحين والباحثين والخبراء، ما يجعلها منصة فعالة لتقوية الروابط بين البحث العلمي والممارسة الفلاحية اليومية، وتحفيز الابتكار المحلي.
ويُعد اختيار جماعة أولاد بوغادي مكانًا لهذا الحدث ذا دلالة، إذ تُعد نموذجًا للمناطق التي نجحت في إدماج ممارسات الزراعة الحافظة ضمن نسقها الفلاحي، بفضل الانخراط الفعّال للساكنة المحلية ومواكبة الفاعلين المؤسساتيين.
يؤكد هذا اللقاء مرة أخرى على أهمية إشراك الفلاحين في صلب دينامية التغيير، واعتبارهم شركاء حقيقيين في صياغة حلول زراعية مستدامة، تجعل من الميدان مختبرًا حيًا لإبداع نماذج تنموية متكاملة.
#المحيط الفلاحي : عادل العربي