مجلة المحيط الفلاحي

مجموعة القرض الفلاحي للمغرب.. بوابة الابتكار نحو فلاحة عصرية وتمويل شامل

 في زمن أصبحت فيه الابتكارات التكنولوجية رافعة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، يبرز دور المؤسسات المالية الوطنية كمحركات فعالة لدعم التحول الرقمي والابتكار في مختلف القطاعات الحيوية. وفي طليعة هذه المؤسسات، تتقدم مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، التي أكدت مرة أخرى التزامها الراسخ بمرافقة التحول الزراعي والمالي للمملكة، عبر دعمها المستمر لمجالي التكنولوجيا الزراعية و المالية .

لقد جاءت تصريحات السيد محمد فيكرات، رئيس مجلس إدارة المجموعة على هامش الدورة الثالثة لمعرض جيتكس أفريقيا المغرب، في هذا السياق لتعكس رؤية استراتيجية عميقة تُراهن على الابتكار كخيار استراتيجي لا محيد عنه لبناء اقتصاد مرن، شامل، ومتين. ففي كلمته الأخيرة، أكد السيد فيكرات أن المجموعة “تعتبر دعم الابتكار، وخاصة في مجالي التكنولوجيا المالية والتكنولوجيا الزراعية، أمرًا أساسيًا بالنسبة لمستقبل اقتصادنا”، وهي مقولة تختزل فلسفة واضحة المعالم تنبني على استباق التحولات واحتضان الكفاءات وتوفير المناخ اللازم لانبثاق حلول جديدة ومبتكرة.

إن التكنولوجيا الزراعية لم تعد ترفًا أو خيارًا نخبويًا، بل أصبحت ضرورة ملحة لمواجهة تحديات التغير المناخي، شح المياه، وتذبذب الإنتاج. ومن خلال دعم القرض الفلاحي للمغرب لهذه الثورة التقنية، تفتح آفاق جديدة أمام الفلاحين، المقاولين القرويين، والشباب حاملي المشاريع، من أجل الولوج إلى أدوات حديثة تعزز من إنتاجيتهم وتُيسر اندماجهم في منظومات القيمة.

وفي المقابل، يندرج دعم المجموعة للتكنولوجيا المالية ضمن رؤية لتعميم الولوج إلى الخدمات البنكية والتمويلية، خصوصًا في المناطق القروية وشبه القروية. إن استعمال أدوات الدفع الرقمية، وتطوير تطبيقات مالية موجهة للمقاولين الصغار والفلاحين، يشكل خطوة متقدمة نحو تحقيق الشمول المالي وتوسيع قاعدة الاستفادة من الخدمات البنكية، بما يتماشى مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية.

ولا يمكن في هذا المقام إلا أن نشيد بالدور الريادي الذي تلعبه مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، ليس فقط كمؤسسة بنكية، بل كشريك تنموي يؤمن بأن الاستثمار في الابتكار والتكنولوجيا هو استثمار في المستقبل. فرؤيتها لا تقتصر على تقديم التمويل، بل تشمل أيضًا تقديم الخبرة، المواكبة، والدعم التقني للمقاولات الناشئة والمشاريع ذات القيمة المضافة العالية.

وإذ نتابع بإعجاب هذه الدينامية الإيجابية، فإننا نرى في هذا النموذج البنكي الطلائعي دليلًا على أن الرهان على الابتكار ليس مجرد شعار، بل هو ممارسة يومية واستراتيجية مؤسساتية قائمة على الثقة في القدرات الوطنية وعلى الانفتاح على المستقبل.

ختامًا، إذا كانت الفلاحة اليوم في أمسّ الحاجة إلى تجديد أدواتها وطرق عملها، فإن التكنولوجيا الزراعية، بدعم مالي ذكي وشامل، كفيل بأن يضع المغرب في مصاف الدول الرائدة في المجال، وهو ما تؤسس له مجموعة القرض الفلاحي بخطى ثابتة وبروح مسؤولة.

#عادل العربي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.