الجمعية المغربية للزراعة الحافظة تُجدد ثقتها في قيادتها وتُعزز تحولها نحو خدمات فلاحية متكاملة ومستدامة
في خطوة نوعية تجسد التزامها الراسخ بتنمية الزراعة المستدامة، نظمت الجمعية المغربية للزراعة الحافظة، اليوم الاحد 20 يوليوز 2025، الجلسة الختامية للدورة التكوينية لفائدة مقدمي الخدمات الفلاحية في مجال الزراعة الحافظة، وذلك بالمركز الجهوي للبحث الزراعي بمدينة القنيطرة.
وتندرج هذه المبادرة في إطار شراكة فعالة بين الجمعية ومجموعة من الفاعلين الوطنيين والدوليين، أبرزهم برنامج “تربة”، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ICARDA)، وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وبرنامج الجيل الأخضر 2020-2030، وبدعم من البنك الدولي.
وقد انعقدت هذه الدورة الختامية تحت شعار معبر:”من نقل المعرفة إلى الفعل: نحو عرض متكامل لخدمات الزراعة الحافظة”، في تأكيد واضح على أهمية الانتقال من المقاربات النظرية إلى العمل الميداني الممنهج، بما يضمن الرفع من كفاءة الفاعلين وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
شهد اللقاء مشاركة واسعة من المهنيين والخبراء والباحثين ومقدمي الخدمات الزراعية، حيث تم عرض خلاصات التكوينات السابقة، ومناقشة أفضل الممارسات والآليات المعتمدة في تقنيات الزراعة الحافظة، التي تعتمد على تقليص الحرث، وتغطية التربة، وتنويع المزروعات، بما يساهم في رفع المردودية، وتحسين خصوبة التربة، وتقوية قدرة النظم الزراعية على مواجهة التغيرات المناخية.
وأكد المنظمون أن هذا التكوين يأتي ضمن رؤية استراتيجية تروم تأهيل مقدمي الخدمات الزراعية ليصبحوا فاعلين محوريين في تنزيل برامج الزراعة الحافظة بالمغرب، وجعلهم حلقة وصل فعالة بين البحث العلمي والمزارعين في الميدان.
وتعتبر هذه المبادرة جزءًا من جهود أوسع تروم دعم التحول نحو أنظمة إنتاج فلاحية أكثر استدامة وابتكارًا، تماشياً مع توجهات إستراتيجية الجيل الأخضر التي تطمح للوصول الى مليون هكتار من الزراعة الحافظة، وفي انسجام تام مع التزامات المملكة المغربية نحو الأمن الغذائي، والحفاظ على الموارد الطبيعية، ومواجهة تحديات التغير المناخي.
ويُرتقب أن تساهم نتائج هذا التكوين في خلق دينامية جديدة في الأقاليم المستهدفة، من خلال تعزيز شبكة مقدمي الخدمات وتمكينهم من تقديم دعم ميداني فعّال ومؤطَّر علميًا، ما سيفتح آفاقًا واعدة لتحسين أداء القطاع الفلاحي المغربي بشكل مستدام ومسؤول.
وقد تميّزت الجلسة الختامية بتوزيع شهادات استكمال التكوين على المشاركين من مقدمي الخدمات الفلاحية، إلى جانب تقديم شهادات حية مؤثرة من ممثلي عدد من الجهات بالمملكة، عبّروا من خلالها عن إشادتهم بالدور الحيوي الذي تضطلع به الجمعية المغربية للزراعة الحافظة في ترسيخ ثقافة نقل المعرفة وتعميم الممارسات الفلاحية الجيدة داخل النسيج الزراعي الوطني.
ويعد هذا التكوين، بمحتواه المتخصص وأهدافه الطموحة، محطة فارقة في مسار تحديث الفلاحة المغربية، حيث يُرسي أسس مرحلة جديدة تتسم بالاعتماد على الممارسة العلمية، والتأطير الميداني المستمر، والالتزام الجماعي ببناء منظومة إنتاج زراعي أكثر فعالية من اجل مساهمة جميع المتدخلين في إنجاح برنامج الزراعة الحافظة بالمغرب .
وفي نهاية هذه الورشة عقدت الجمعية المغربية للزراعة الحافظة جمعها العام العادي والاستثنائي في أجواء من المسؤولية والنقاش البناء، تميزت بالمصادقة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي لسنتي 2023 و2024، إلى جانب اعتماد تعديلات على القانون الأساسي والمصادقة على القانون الداخلي.
وشكّل اللقاء مناسبة لتجديد الثقة في المهندس الزراعي السيد عبد الحكيم محسن رئيسًا للمكتبين التنفيذي والإداري، عرفانًا بدوره الريادي في تعزيز موقع الجمعية كشريك استراتيجي في تطوير الزراعة المستدامة.
وأكدت الجمعية في ختام أشغالها التزامها بمواصلة نشر مبادئ الزراعة الحافظة، خدمةً للفلاح المغربي وحرصًا على الأمن الغذائي وحماية الموارد الطبيعية.
#المحيط الفلاحي : عادل العربي