الرباط تحتضن الاجتماع الأول لفريق العمل المغربي – الألماني حول التغذية والفلاحة: خطوة جديدة نحو شراكة استراتيجية مستدامة
في خطوة نوعية ترسّخ عمق العلاقات المغربية – الألمانية، انعقد يوم الجمعة 3 أكتوبر 2025 بالرباط الاجتماع الأول لفريق العمل المغربي – الألماني حول التغذية والفلاحة، برئاسة مشتركة لكل من السيدة مارتينا إنغلهارت-كوبف، كاتبة الدولة البرلمانية بالوزارة الفيدرالية الألمانية للتغذية والفلاحة والهوية الجهوية، والسيد رضوان عراش، الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.
ويأتي إنشاء هذا الفريق في سياق دينامية التعاون المثمر بين البلدين، الذي يتميز بحوار استراتيجي نصف سنوي يعكس متانة العلاقات الثنائية وعمق الرؤية المشتركة. كما يندرج في إطار الإعلان المشترك الموقع خلال المنتدى العالمي للأغذية والفلاحة ببرلين في 18 يناير 2025، والذي أكد على الإرادة المتبادلة بين الوزارتين لتقوية التعاون في مجالات الفلاحة والغذاء بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة.
تعاون استراتيجي قائم على الابتكار والاستدامة…
عرف هذا الاجتماع الأول إطلاق الأشغال الرسمية للفريق المشترك، حيث تم تحديد الأولويات الاستراتيجية على المدى القصير والمتوسط، ومناقشة المبادرات الثنائية الجارية بين الجانبين. كما تمت بلورة رؤية مشتركة لتوسيع المشاركة لتشمل مختلف الفاعلين غير الحكوميين، من مؤسسات البحث العلمي والقطاع الخاص والمجتمع المدني، في إطار حكامة فعالة وآليات قيادة واضحة لتتبع تنفيذ المشاريع المشتركة.
ويمثل هذا الفريق المشترك تتويجًا لإرادة سياسية قوية بين الرباط وبرلين، ويجسد تطلع البلدين إلى بناء نموذج تعاون فلاحي أكثر مرونة وابتكارًا وإنتاجية، يقوم على نقل المعرفة وتبادل الخبرات وتعزيز القدرات الوطنية في مجالات البحث، الأمن الغذائي، والابتكار الزراعي المستدام.
رؤية مشتركة من أجل فلاحة المستقبل…
ومن المنتظر أن يشكل فريق العمل المغربي – الألماني منصة فريدة للحوار والتنسيق وتبادل الخبرات، تتيح للطرفين بلورة مشاريع عملية تساهم في تحفيز الابتكار الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي وتطوير حلول مستدامة وشاملة للسلاسل الفلاحية في كلا البلدين. كما سيسهم في دعم التحول الأخضر، ومواكبة التحديات المناخية التي تواجه القطاعين الزراعيين في المغرب وألمانيا على حد سواء.
التزام متجدد نحو تنمية مستدامة…
وفي ختام الاجتماع، جددت الوزارتان المغربية والألمانية التزامهما المشترك بتعزيز التبادلات، ودعم الابتكار، وتسريع وتيرة التنمية المستدامة في القطاع الفلاحي، خدمةً لمصالح المواطنين والفلاحين، ولتقوية تنافسية السلاسل الإنتاجية في كلا البلدين.
بهذه المبادرة، يؤكد البلدان مرة أخرى أن التعاون الفلاحي لا يقتصر على تبادل الخبرات التقنية فحسب، بل يتعداه إلى بناء شراكة استراتيجية قائمة على الثقة المتبادلة والرؤية المشتركة لمستقبل غذائي أكثر استدامة وإنصافًا.
#المحيط الفلاحي: عادل العربي