مجلة المحيط الفلاحي

“المثمر” يواكب فلاحي شفشاون لتثمين زراعة العنب والارتقاء بجودة المنتوج

يُعتبر إقليم شفشاون واحداً من الأقاليم المغربية التي تزخر بمؤهلات فلاحية متنوعة، حيث برزت خلال السنوات الأخيرة زراعة العنب كإحدى الزراعات الواعدة التي تندمج بشكل مثالي مع الخصوصيات المناخية والطبيعية للمنطقة. فقد انتشرت هذه الزراعة في عدد من الجماعات القروية، لتتحول إلى مصدر دخل رئيسي لفئة واسعة من الفلاحين، الذين وجدوا فيها فرصة لتأمين استقرارهم الاقتصادي والاجتماعي.

ولم تتوقف أهمية هذا المنتوج عند حد تسويقه في صورته الأولية، بل تجاوزته إلى مراحل تثمين حديثة بفضل المجهودات التي تبذلها التعاونيات المحلية، حيث يتم تحويله إلى مستخلص العنب المركز المعروف محلياً باسم “الصامت”. هذا المنتوج التقليدي اكتسب شهرة متزايدة، بفضل جودته العالية وقيمته الغذائية الكبيرة، فضلاً عن قدرته التنافسية المتنامية في الأسواق المحلية والوطنية.

وفي سياق دعم هذه الدينامية، قام طاقم برنامج “المثمر” وبدعم من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بزيارة ميدانية لعدد من الضيعات المتخصصة في زراعة العنب بإقليم شفشاون، وذلك لمواكبة الحالة الصحية للأشجار وتقديم الإرشادات التقنية اللازمة للفلاحين. وقد تم التركيز خلال هذه الزيارات على جملة من الممارسات الفلاحية السليمة التي تُشكل مدخلاً أساسياً لتحسين الإنتاجية وجودة المنتوج، من أبرزها، التقليم باعتباره عملية ضرورية لضبط الحمل وتحقيق التوازن بين النمو الخضري والإنتاج.

بالإضافة إلى التسميد المعقلن المبني على تحليل التربة، لتوفير الاحتياجات الضرورية للكروم من العناصر الأساسية كالآزوت، الفوسفور والبوتاسيوم، بما ينعكس إيجاباً على جودة العناقيد وحجم الحبوب.

نهج الري التكميلي خاصة في المراحل الحساسة مثل العقد وتطور الحبوب، لتفادي الإجهاد المائي وضمان مردودية أفضل. وإتباع الوقاية المتكاملة من الأمراض والآفات الشائعة كـ البياض الدقيقي (Oïdium) والبياض الزغبي (Mildiou)، والتي قد تشكل تهديداً مباشراً لجودة المنتوج وكميته.

إن الجهود المبذولة من طرف الفلاحين، والتعاونيات، وبرامج التأطير التقني، تؤكد أن زراعة العنب في إقليم شفشاون ليست مجرد نشاط فلاحي تقليدي، بل مشروع اقتصادي واعد يفتح آفاقاً واسعة للتنمية المحلية، ويُساهم في تعزيز مكانة الإقليم ضمن خارطة الإنتاج الفلاحي الوطني.

#المحيط الفلاحي : عادل العربي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.