السيد أسكور يكشف في حوار صحفي مع “المحيط الفلاحي ” أسرار التميز في زراعة الشمندر السكري بسهل الغرب
في قلب سهل الغرب الخصب، حيث تتنفس الأرض عطاءً وتتجدد الحقول بإرادة الفلاحين، كان لنا هذا اللقاء المميز مع أحد الأسماء اللامعة في عالم الزراعة المغربية الحديثة، السيد حسن أسكور، عضو جمعية منتجي النباتات السكرية بالغرب، وممثل المركز الفلاحي225، والمسؤول عن الضيعة النموذجية “فيطو أسكور”. حوارنا معه لم يكن مجرد نقاش حول موسم فلاحي ناجح، بل كان نافذة على تجربة فريدة تجمع بين الخبرة الميدانية والرؤية المستقبلية، وتؤمن بأن الزراعة لم تعد نشاطًا تقليديًا، بل مسارًا نحو الابتكار والسيادة الغذائية. من عمق التحديات المناخية، إلى رهانات الإنتاجية، يحدثنا السيد أسكور عن قصة نجاح تُكتب بعرق الرجال وبذكاء الآلة، في ضيعة أصبحت عنوانًا للتميز في زراعة الشمندر السكري، ونموذجًا يحتذى به في الفلاحة الذكية والمستدامة.
مرحبا بك السيد حسن في مجلة “المحيط الفلاحي”، أولا نهنئكم على انطلاق عملية قلع الشمندر السكري في ضيعتكم. كيف تقيمون هذه المرحلة…؟
أشكركم على اهتمامكم. بالفعل، نحن فخورون بانطلاق عملية القلع في ظروف جيدة جدًا، وهي ثمرة تخطيط دقيق ومجهود جماعي بين الطاقم الفلاحي وشركائنا في مجموعة كوسومار. العملية تميزت هذه السنة باعتماد مسار تقني متكامل، شمل استخدام آلات متطورة، وتطبيق ممارسات زراعية ذكية مكنت من الحفاظ على جودة المنتوج ورفع المردودية.
تحدثتم عن تقنيات حديثة، هل يمكن أن تطلعونا أكثر على نوعية الابتكارات المعتمدة في ضيعتكم…؟
بطبيعة الحال. نحن نحرص في “فيطو أسكور” على إدماج المكننة والرقمنة في كل مراحل الإنتاج. نستعمل مجسات الرصد النباتي، ونلجأ إلى أنظمة الري الذكية بالتنقيط المرتبط بحساسات رطوبة التربة، ونعتمد على تحليل دقيق للمعطيات الفلاحية لاتخاذ قرارات مدروسة. هذه الابتكارات سمحت لنا بتحقيق توازن بين الإنتاجية العالية وترشيد استهلاك الموارد، خصوصًا المياه.
وماذا عن علاقة التعاون مع مجموعة كوسومار..؟ كيف تصفون هذه الشراكة…؟
أعتبرها علاقة نموذجية بامتياز. مجموعة كوسومار لا تكتفي بتوفير الدعم التقني، بل ترافقنا منذ أول خطوة في الموسم، من الغرس إلى القلع. هناك تأطير دائم، ومواكبة ميدانية دقيقة، ناهيك عن توفير وسائل اللوجستيك والنقل والتخزين. هذه الشراكة تعكس رؤية استراتيجية تؤمن بأن نجاح الفلاح هو نجاح للمنظومة بأكملها.
ما هو الهدف الإنتاجي الذي تضعونه نصب أعينكم هذا الموسم..؟ وهل أنتم واثقون من تحقيقه..؟
نشتغل بعزيمة وإصرار على بلوغ هدف 100 طن للهكتار السنة المقبلة ان شاء الله . نعلم أن التحدي ليس سهلًا، خاصة في ظل التقلبات المناخية، لكننا نراهن على كفاءة الفريق، ودقة البرنامج التقني، وعلى إرادة لا تلين. الإنتاجية ليست مجرد أرقام، بل انعكاس لمستوى التنظيم والتدبير والابتكار داخل الضيعة.
في ظل التغيرات المناخية الحالية، هل ترون أن زراعة الشمندر ما تزال خيارًا استراتيجيًا…؟
بالتأكيد زراعة الشمندر السكري ليست فقط خيارًا استراتيجيًا، بل هي ركيزة من ركائز السيادة الغذائية في المغرب. هذا المحصول يوفر موردًا حيويًا لإنتاج السكر محليًا، ويساهم في تشغيل آلاف اليد العاملة، كما أن تطويره المستمر يسمح بتقليص التبعية للاستيراد. نحن اليوم أمام تحديات بيئية كبرى، والشمندر يثبت قدرته على التكيف، شريطة اعتماد تقنيات ذكية في تدبير المياه والتسميد.
كيف ترون مستقبل الزراعة المغربية في ظل ما تعيشونه اليوم من تجارب ناجحة…؟
مستقبل الزراعة المغربية مشرق، بشرط أن نؤمن جميعًا بقيمة الابتكار. ما نعيشه اليوم في “فيطو أسكور” من نتائج، هو نموذج يمكن تعميمه. المغرب يزخر بكفاءات فلاحية، وبإرادة ملكية سامية داعمة للفلاح. المطلوب فقط هو مواصلة التكوين، وتحفيز البحث العلمي، وتقوية حلقات الإنتاج والتسويق.
كلمة أخيرة توجهونها للفلاحين الشباب…؟
أقول لهم: الزراعة لم تعد مهنة تقليدية، بل هي مجال مفتوح على المستقبل، مليء بالفرص. لا تترددوا في خوض التجربة، استثمروا في المعرفة والتكنولوجيا، وكونوا روادًا في تحويل القطاع الفلاحي إلى قاطرة حقيقية للتنمية.
شكرا سي حسن الفلاح الشاب الطموح على هذا الحوار الشيق…
بكل تقدير وامتنان شكرا أستاذ عادل ، أود أن أتوجه بخالص الشكر والعرفان إلى مجلة المحيط الفلاحي، التي ما فتئت تواكبنا وتسلط الضوء على جهود الفلاحين والمبادرات الفلاحية الرائدة. حضوركم الدائم، وتغطيتكم المهنية والموضوعية، يشكلان دعامة حقيقية للقطاع الفلاحي، ويمنحاننا دفعة معنوية للاستمرار في مسار التطوير والابتكار. شكراً لكم على التقدير، وعلى إيمانكم بدور الفلاح كفاعل أساسي في تحقيق التنمية المستدامة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
#أجرى الحوار عادل العربي