لقاء تواصلي حول زراعة البطاطس بالقنيطرة: هل يكفي التشخيص دون حلول ملموسة..؟
في سياق الجهود الرامية إلى تطوير قطاع زراعة البطاطس بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، تنظم المديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية في هذه الاثناء يوماً تواصلياً يجمع عدداً من الفاعلين في القطاع. ورغم أهمية هذه المبادرة نظرياً، إلا أن التساؤلات تبقى مطروحة حول مدى فعاليتها في تقديم حلول عملية لمشاكل المنتجين، وليس فقط تكرار تشخيصات معروفة وإعادة طرح الإشكالات دون أجوبة واضحة.
تشخيص متكرر دون استراتيجية تنفيذية…
لا يخفى على أحد أن زراعة البطاطس تواجه تحديات متزايدة تتعلق بالمردودية، الآفات، التسويق، والتغيرات المناخية، وهي إشكالات لطالما طُرحت في لقاءات مشابهة . لكن السؤال الأهم هو: ماذا بعد التشخيص…؟ هل سيقدّم هذا اليوم التواصلي حلولاً عملية…، أم سيكتفى بعروض نظرية تفتقر إلى آليات تنفيذية حقيقية….؟
الرهان على دعم الفلاحين: وعود أم التزام فعلي..؟
سيتم التطرق خلال اللقاء إلى آليات الدعم المتاحة، لكن لم يتم توضيح كيف يمكن للفلاحين الوصول إليها بسهولة، وما هي الخطوات العملية للاستفادة منها. كما أن غياب آليات المتابعة بعد اللقاء يجعل مثل هذه الأيام التواصلية تبدو مجرد مناسبات لعرض إنجازات المؤسسات المنظمة فقط ، نحن في حاجة لصياغة خطط عمل ملموسة .
ماذا عن التسويق والتثمين…؟
يبقى التسويق من أكبر التحديات التي تواجه مزارعي البطاطس، خاصة مع تقلبات الأسعار وصعوبة الولوج إلى الأسواق الكبرى. ورغم الإشارة إلى أهمية تثمين الإنتاج، الفلاح الذي يشتغل في الميدان يريد الإعلان عن مبادرات عملية لخلق شراكات تجارية أو آليات لضمان استقرار الأسعار لصالح المنتجين والمواطنين في نفس الوقت .
نحو مقاربة أكثر واقعية…
بدلاً من الاكتفاء بالندوات والعروض النظرية، تحتاج مثل هذه اللقاءات إلى الخروج بتوصيات ملزمة وخطط قابلة للتنفيذ، مع تحديد الجهات المسؤولة عن المتابعة. فلا يكفي الحديث عن استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030″، بل يجب ضمان أن تكون هذه الاستراتيجية ميدانياً في خدمة الفلاحين، لا مجرد شعارات في لقاءات رسمية….
يبقى هذا اللقاء وغيره من اللقاءات خطوة مهمة على المستوى النظري، لكنها تظل غير كافية ما لم تُترجم إلى إجراءات عملية حقيقية تُحدث فرقاً في حياة الفلاحين وتنمية سلسلة البطاطس بشكل مستدام وفعال…
#المحيط الفلاحي : عادل العربي