مجلة المحيط الفلاحي

من قلب” سيام ” مكناس: جهة الرباط سلا القنيطرة تقدم نموذجًا فريدًا للتنمية الفلاحية المستدامة…

في إطار تغطيتها المستمرة لأحداث النسخة السابعة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة بالعاصمة الإسماعيلية مكناس ، أجرت مجلة “المحيط الفلاحي# حوارًا صحفي  خاصً مع الدكتورة فاطمة صاغير، مسؤولة التواصل والانعاش بالمديرية الجهوية للفلاحة بجهة الرباط سلا القنيطرة، التي تحدثت لنا  عن المشاركة المتميزة للجهة، وأبرزت الجهود المبذولة لتعزيز التنمية المستدامة وربط الفلاحة بقضايا الماء، تناغمًا مع شعار هذه الدورة.

دكتورة، بداية، نود أن تحدثينا عن خصوصية مشاركة جهة الرباط سلا القنيطرة هذه السنة…؟

مرحبا بكم بكل سرور، مشاركة جهة الرباط سلا القنيطرة هذه السنة تحمل طابعًا خاصًا ومميزًا مقارنة بالسنوات السابقة، بالنظر إلى أهمية شعار الدورة الحالية: “الفلاحة والعالم القروي.. الماء في قلب التنمية المستدامة”. إدراكًا منا لأهمية هذا المحور الحيوي، اشتغلنا منذ شهور ضمن لجنة تحضيرية، تحت الإشراف المباشر للسيد محجوب لحراش ، المدير الجهوي للفلاحة، على إعداد مشاركة نوعية ترتكز على الإبداع والابتكار في طرق التواصل مع الزوار.
قمنا بتطوير أدوات تواصلية حديثة، اعتمدنا فيها على التفاعل الرقمي، بهدف إيصال المعلومات بأبسط الطرق وأكثرها فعالية، وذلك من أجل تقريب الزوار من مجهودات الجهة في مجال التنمية الفلاحية والحفاظ على الموارد المائية.
ما أبرز مكونات رواق الجهة وماذا تقدمون للزوار هذه السنة…؟

رواق جهة الرباط سلا القنيطرة لهذه الدورة يعد واجهة تعكس تنوع وغنى القطاع الفلاحي بالجهة. عملنا على تقديم باقة واسعة من المنتجات الفلاحية المحلية التي تشتهر بها الجهة، مثل الخضروات والفواكه، إلى جانب عرض ثروة من المنتجات المجالية كالعسل، والزيوت النباتية، والكسكس التقليدي، ومنتجات الأعشاب الطبية والعطرية.
ولم نتوقف عند عرض المنتجات فقط، بل حرصنا أيضًا على تقديم شروحات وبيانات مفصلة عن المشاريع الهيكلية الكبرى التي يتم تنزيلها في إطار المخطط الجهوي الفلاحي والتي تدخل ضمن استراتيجية الجيل الأخضر الطموحة ، وخاصة المشاريع الهيدروفلاحية التي تهدف إلى مواجهة التحديات المناخية وضمان استدامة الموارد المائية.
وقد خصصنا حيزًا مهما لعرض مشاريع مهيكلة، منها مشروعان بالغرب، ومشروعان آخران بإقليم الخميسات، إضافة إلى مشروع مهم بعمالة الصخيرات-تمارة، وهو ما يعكس جهود الجهة في توسيع المساحات المسقية وتحسين المردودية الزراعية.
في ظل الحديث عن المنتجات المجالية، هل من تفاصيل إضافية عن مشاركة التنظيمات المهنية…؟
بالتأكيد، التنظيمات المهنية تعتبر ركيزة أساسية في تنمية وتسويق المنتجات المجالية. هذه السنة، نسجل بفخر مشاركة عدة تنظيمات مهنية تمثل تعاونيات فلاحية نشيطة وحاصلة على شهادات الاعتماد الصحي من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا).
هؤلاء المنتجون قدموا إلى المعرض بمنتجات ذات جودة عالية، خضعت لمعايير صارمة في الإنتاج والتصنيع، مما يؤهلها لدخول الأسواق الوطنية والدولية بثقة. دعمنا لهذه التنظيمات ينسجم مع توجهات وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات الرامية إلى تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وضمان تثمين المنتجات المجالية كرافعة اقتصادية واجتماعية أساسية في العالم القروي.

كيف تقيمون التفاعل مع رواق الجهة منذ انطلاق المعرض…؟

الحمد لله، التفاعل جد إيجابي ومشجع. هناك إقبال كبير من الزوار على رواق جهة الرباط سلا القنيطرة، سواء من المهنيين أو المواطنين المهتمين بالتعرف على مؤهلات الجهة. أدواتنا التفاعلية الرقمية كان لها وقع خاص لدى الزوار، حيث سهلت عليهم التنقل بين المعروضات، وفهم سياق وأهمية المشاريع المقدمة.
لاحظنا أيضًا أن الزوار يبدون اهتمامًا كبيرًا بالمشاريع المرتبطة بتدبير الماء، ما يؤكد وعيًا متزايدًا لدى العموم بأهمية الحفاظ على هذه الثروة الحيوية.

وكذلك هذه السنة كان الزوار في قطب الماشية  على موعد مع  سلالة أبقار أولماس زعير هذه السلالات المحلية الأصيلة بالمغرب والمعروفة بالجهة ، وتتميز بقدرتها العالية على الصمود والتأقلم مع الظروف المناخية الصعبة، مما يجعلها ركيزة أساسية للأمن الغذائي والتنمية القروية المستدامة.”

كلمة أخيرة دكتورة فاطمة …؟

أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لمجلة “المحيط الفلاحي ” على هذه الاستضافة ولكل زوار المعرض الذين توافدوا ولا زالوا يتوافدون على رواقنا، وأدعوا الجميع إلى المزيد من الاكتشاف والتفاعل مع مختلف الأروقة الفلاحية، خاصة أن المعرض يشكل منصة مهمة لتبادل الخبرات والاطلاع على آخر المستجدات في مجال الفلاحة والتنمية المستدامة.
كما لا يفوتني أن أنوه بالمجهودات الجبارة التي تبذلها وزارة الفلاحة والتنظيمات المهنية وشركاؤنا المؤسساتيون من أجل إنجاح هذه المشاركة ، وتقديم صورة مشرفة عن جهة الرباط سلا القنيطرة كقطب فلاحي رائد ومتجدد.

#المحيط الفلاحي : أجرى الحوار عادل العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.