استقرار أسعار البيض في المغرب.. ثمرة رؤية استراتيجية ودعم متواصل من وزارة الفلاحة
في ظل الاضطرابات التي تشهدها الأسواق العالمية، حيث ارتفعت أسعار بيض المائدة بشكل غير مسبوق في العديد من الدول، استطاعت السوق المغربية أن تحافظ على استقرارها النسبي، بفضل مقاربة شمولية تجمع بين جهود المنتجين المحليين والدعم الفاعل من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات. فبينما فرضت بعض الدول قيودًا على شراء البيض بسبب النقص الحاد في المعروض، ظل المغرب بعيدًا عن هذه الأزمة، في مشهد يعكس نجاعة السياسات المتبعة للحفاظ على توازن السوق وضمان الأمن الغذائي.
لقد أبانت وزارة الفلاحة عن التزام راسخ بدعم قطاع الدواجن، باعتباره ركيزة أساسية في المنظومة الفلاحية الوطنية. فمن خلال برامج التأطير والمواكبة، إلى جانب السياسات الرامية إلى تحسين الإنتاج وتثمين سلاسل القيمة، نجح المغرب في تعزيز قدرته الإنتاجية، متجنبًا الهزات العنيفة التي شهدتها أسواق عالمية كبرى، مثل الولايات المتحدة، حيث قفزت الأسعار إلى مستويات قياسية.
ولا شك أن أحد العوامل الحاسمة التي جنبت المغرب أزمة خانقة، كما حدث في بعض الدول الأوروبية، هو غياب الأوبئة الوبائية الخطيرة، بفضل الاستراتيجيات الوقائية التي اعتمدتها الوزارة، من خلال مراقبة صحة الدواجن وتشديد الإجراءات البيطرية من طرف اونسا، لضمان سلامة القطيع واستقرار الإنتاج. كما أن الوزارة لعبت دورًا محوريًا في دعم المهنيين، عبر تعزيز سلاسل التوزيع وتقليل التبعية للخارج فيما يتعلق بالأعلاف، مما خفف من انعكاسات الاضطرابات الدولية على السوق المحلية.
إن هذه النتائج لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت ثمرة رؤية استراتيجية تتماشى مع مخطط “الجيل الأخضر”، الذي يضع الأمن الغذائي في صلب الأولويات. ففي الوقت الذي تئن فيه اقتصادات كبرى تحت وطأة ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية، يواصل المغرب الحفاظ على استقرار مواده الأساسية بالخصوص في هذا الشهر الفضيل ، في تأكيد جديد على فعالية سياساته القطاعية.
إن إشادة الفاعلين في قطاع الدواجن بالدور الريادي للوزارة هو تأكيد على أهمية العمل التشاركي بين القطاعين العام والخاص لضمان استقرار الأسواق وحماية القدرة الشرائية للمواطن. ورغم التحديات التي تفرضها الظرفية العالمية، تبقى السوق المغربية مطمئنة، بفضل الاستراتيجيات المتبعة والدينامية المتجددة التي ترسخ مكانة المملكة كفاعل رئيسي في تحقيق الأمن الغذائي.
#عادل العربي