“المحيط الفلاحي” تجري حواراً مع حسن اسكور حول المشاركة المغربية الوازنة في معرض باريس للفلاحة 2025…
في ظل الدينامية التي يشهدها القطاع الفلاحي المغربي، وتماشياً مع استراتيجية الجيل الأخضر التي تهدف إلى تعزيز الإنتاج الفلاحي المستدام، جاءت مشاركة المغرب كضيف شرف في المعرض الدولي للفلاحة بباريس لعام 2025 لتؤكد المكانة المتميزة التي بات يحتلها على الصعيد العالمي. هذه التظاهرة الدولية شكلت منصة هامة لتبادل الخبرات، استكشاف أحدث الابتكارات في المجال الفلاحي، وتوطيد الشراكات الاستراتيجية بين المهنيين المغاربة ونظرائهم الدوليين.
في هذا السياق، حظيت الفيدرالية المغربية المهنية لجمعيات موزعي وبائعي المدخلات الفلاحية وجمعية منتجي الخضر والفواكه بالغرب والجمعية المغربية للزراعة الحافظة بتمثيلية وازنة خلال هذا الحدث، حيث كان لهما حضور فعال من خلال سلسلة من اللقاءات المهنية والتوقيع على اتفاقيات تهدف إلى تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، وعلى رأسها تقنية الزراعة الحافظة.
حول تفاصيل هذه المشاركة، وأبرز المكتسبات التي حققتها البعثة المغربية خلال المعرض، كان لنا هذا الحوار الصحفي الخاص مع السيد حسن اسكور، الكاتب العام للفيدرالية المغربية المهنية لجمعيات موزعي وبائعي المدخلات الفلاحية، وعضو المكتب المسير للجمعية المغربية للزراعة الحافظة والجمعية الجهوية لمكثري الحبوب بجهة الغرب .
بداية، السيد حسن اسكور، نشكركم على إتاحة هذه الفرصة لمشاركتنا تفاصيل مشاركتكم في المعرض الدولي للفلاحة بباريس. كيف تقيّمون هذه التجربة، خاصة مع كون المغرب ضيف شرف هذه الدورة لأول مرة..؟
شكراً لمجلة “المحيط الفلاحي” على مواكبتها المستمرة للشأن الفلاحي وتنظيماته المهنية. هذه السنة كانت المشاركة المغربية في المعرض الدولي للفلاحة بباريس حدثاً استثنائياً بكل المقاييس، كون المغرب ضيف شرف لأول مرة في تاريخ المعرض، ما منح الفلاحة المغربية إشعاعاً كبيراً على المستوى الدولي. الحضور كان قوياً، حيث ترأست البعثة الرسمية السيد رئيس الحكومة إلى جانب السيد وزير الفلاحة والمدراء الجهويين وعدة مسؤولين ، مما أضفى زخماً كبيراً على المشاركة المغربية.
كيف كانت مشاركة الفيدرالية والجمعية المغربية للزراعة الحافظة في هذا المعرض، وما أبرز الأنشطة التي قمتم بها خلال هذه التظاهرة الدولية؟
ضمت بعثتنا 45 عضواً من المكتب التنفيذي والمجلس الإداري للفيدرالية والجمعية المغربية للزراعة الحافظة، بالإضافة إلى ممثلين عن ثلاث جهات مغربية. لقد مثلنا القطاع الفلاحي المغربي بكل فخر في هذا المحفل الدولي، حيث كانت لنا فرصة كبيرة للاجتماع مع العديد من المهنيين الفرنسيين في مجالات البذور والنباتات الزيتية، كما عقدنا لقاءات مهمة حول الزراعة المستدامة. ومن بين أبرز إنجازاتنا خلال المعرض، توقيع مذكرة تفاهم مع الجمعية الفرنسية للزراعة المستدامة لتعزيز تقنية الزراعة الحافظة في المغرب، وذلك في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر” التي تهدف إلى بلوغ مليون هكتار من الأراضي المخصصة للزراعة الحافظة بحلول عام 2030.
كيف ترون أهمية هذه الاتفاقية، وما الذي ستضيفه للقطاع الفلاحي المغربي..؟
هذه الاتفاقية تمثل خطوة مهمة في تطوير الزراعة الحافظة بالمغرب، فهي تعزز تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة بين المغرب وفرنسا، ما سيساهم في تحسين الإنتاجية واستدامة الأراضي الزراعية. نحن نؤمن بأن التعاون الدولي هو مفتاح النجاح، وخاصة في ظل التحديات المناخية التي تتطلب أساليب زراعية متطورة وقادرة على التكيف.
إلى جانب الزراعة الحافظة، هل كان هناك اهتمام من الفيدرالية المغربية المهنية لجمعيات موزعي وبائعي المدخلات الفلاحية بمجالات أخرى في المعرض؟
بالطبع، الفيدرالية تهتم بمختلف جوانب القطاع الفلاحي، وقد كان هناك حضور قوي للفيدراليات البيمهنية المغربية، خصوصاً الفيدرالية المغربية للسكر، التي مثلها السيد حسن منير وفريقها التقني والجمعية المغربية لمنتجي الخضر والفواكه بالغرب والتي يترأسها السيد رضوان آيت لهزيم . هذا يعكس الدينامية التي يعرفها القطاع الفلاحي المغربي والاهتمام المتزايد بتطويره عبر استثمارات مدروسة وشراكات استراتيجية قوية.
كيف تقيمون تفاعل المهنيين الفرنسيين مع الحضور المغربي في المعرض؟
كان هناك اهتمام وترحيب كبير من الجانب الفرنسي بالتجربة المغربية، سواء على مستوى السياسات الفلاحية أو على مستوى التقنيات المطبقة في الميدان. المغرب أصبح نموذجاً في العديد من الجوانب الفلاحية، خاصة في ظل استراتيجية “الجيل الأخضر”، وهذا ما جعل لقاءاتنا مع الفاعلين الفرنسيين مثمرة للغاية، حيث تبادلنا التجارب والرؤى حول تطوير الزراعة المستدامة وتحسين جودة المدخلات الفلاحية.
في ختام هذا الحوار، ما هي رسالتكم لمهنيي القطاع الفلاحي المغربي بخصوص هذه التجربة؟
أدعو جميع المهنيين إلى تعزيز انفتاحهم على التجارب الدولية والاستفادة من هذه المشاركات التي تتيح فرصاً مهمة لتطوير الفلاحة المغربية. كما أشكر مجدداً مجلة المحيط الفلاحي على اهتمامها الدائم بالقطاع الفلاحي ومواكبتها لأنشطته، فالإعلام المتخصص له دور كبير في نقل المعلومة وتوثيق النجاحات التي تحققها الفلاحة المغربية على المستويين الوطني والدولي.
وأغتنم هذه الفرصة لأوجه شكري الخاص لمجلة المحيط الفلاحي في شخص الأستاذ عادل العربي، على الجهود الكبيرة التي يبذلها في مواكبة القضايا الفلاحية وتسليط الضوء على المبادرات التي تساهم في تنمية القطاع. عملكم الإعلامي الهادف يعكس التزاماً حقيقياً بدعم المهنيين بمعلومات دقيقة وتحليلات عميقة. لكم مني ومن جميع أعضاء الفيدرالية والجمعية المغربية للزراعة الحافظة كل التقدير والاحترام.
شكراً لكم السيد حسن اسكوار على هذا الحوار القيم، ونتمنى لكم المزيد من النجاح في جهودكم لتطوير القطاع الفلاحي المغربي.
#المحيط الفلاحي: عادل العربي