المغرب في قلب باريس: منتجات مجالية عالية الجودة تبرز ريادة الفلاحة المغربية عالمياً
يواصل المغرب تأكيد ريادته في القطاع الفلاحي على المستوى الدولي، مستنداً إلى رؤية ملكية استشرافية تجمع بين الاستدامة والابتكار الزراعي والتقاليد العريقة. ويأتي اختياره كأول بلد أجنبي يحظى بشرف أن يكون ضيف المعرض الدولي للفلاحة بباريس (22 فبراير – 2 مارس) ليعكس عمق التعاون الفلاحي المغربي-الفرنسي، وليجسد الاعتراف العالمي بالمكانة التي باتت تحتلها الفلاحة المغربية كقاطرة للتنمية المستدامة.
هذا التكريم الدولي ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة مسار طويل من الإصلاحات والاستراتيجيات الطموحة من المغرب الأخضر الى استراتيجة الجيل الأخضر حاليا ، التي جعلت من الفلاحة المغربية نموذجاً يحتذى به، حيث تمكنت المملكة، بفضل التوجيهات السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، من إرساء منظومة فلاحية متكاملة توازن بين الأمن الغذائي، والاستدامة البيئية، والتحديث التكنولوجي، مع الحفاظ على الهوية الزراعية العريقة للمملكة المغربية.
في قلب هذا الحدث العالمي، يشكل الجناح المغربي الذي اشرفت عليه وكالة التنمية الفلاحية، الممتد على مساحة 476 متراً مربعاً ، نافذة مشرعة على الغنى الفلاحي والثقافي للمملكة، حيث يجمع 76 تعاونية فلاحية تمثل مختلف جهات المغرب، وتضم حوالي 2000 فلاح، بينهم 639 امرأة، يساهمن في نقل المهارات التقليدية والمحافظة على التراث الفلاحي الوطني. وتحت شعار “المغرب، قرون من النكهات”، يقدم هذا الفضاء تجربة استثنائية تجمع بين عرض المنتجات المجالية الأصيلة وفنون الطهي المغربية، لتبرز كيف نجح المغرب في المزج بين التقاليد والحداثة، مقدماً نموذجاً تنموياً متكاملاً يُحقق التوازن بين الأصالة والابتكار.
وقد حظي الجناح المغربي باهتمام رفيع المستوى، تجسد في الزيارة التي قام بها الوزير الأول الفرنسي، فرانسوا بايرو، مساء أمس الاثنين 24 فبراير، برفقة وزيرة الفلاحة والسيادة الغذائية والغابات الفرنسية، آني جينيفارد، حيث كان في استقبالهما وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، إلى جانب رضوان عراش، الكاتب العام للوزارة، و المهدي الريفي، المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية، وعدد من كبار المسؤولين المغاربة.
وقد توقّف المسؤول الفرنسي مطولاً عند مختلف أروقة الجناح المغربي، حيث قدمت له شروحات وافية حول المنتجات المجالية المغربية ودور التعاونيات الفلاحية في تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. ولم يخفِ الحاضرون، من مسؤولين وزوار فرنسيين وأجانب، إعجابهم بجودة المنتجات المغربية، التي تعكس نجاح المملكة في الارتقاء بهذا القطاع إلى مستويات تنافسية عالمية، بفضل الجهود الجبارة التي تبذلها وكالة التنمية الفلاحية في تأهيل التعاونيات الفلاحية، وتمكينها من النفاذ إلى الأسواق الدولية.
إن اختيار المغرب كضيف شرف في هذا الحدث الدولي هو شهادة دولية على نجاح النموذج الفلاحي المغربي، الذي أصبح مرجعاً في تحقيق التنمية المستدامة والابتكار الفلاحي. وهو أيضاً فرصة لتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، وتوسيع آفاق الصادرات الفلاحية المغربية نحو الأسواق الأوروبية والعالمية.
اليوم، يقف المغرب في قلب باريس، ليس فقط كضيف شرف في تظاهرة عالمية، بل كدولة رائدة في المجال الفلاحي، تواصل بخطى واثقة بناء مستقبل زراعي أكثر استدامة وابتكاراً، متسلحة بإرثها العريق ورؤية ملكية طموحة ترسم ملامح مغرب الغد.
# عادل العربي