مجلة المحيط الفلاحي

غرس فسائل النخيل بإقليم الراشيدية: طاقم المثمر يواكب الفلاحين بتوصيات تقنية لضمان نجاح العملية

في قلب واحات إقليم الراشيدية، حيث تشكّل أشجار النخيل عنواناً للهوية البيئية والثقافية للمنطقة، يحل شهر مارس ليعلن عن انطلاق موسم غرس فسائل النخيل، وهي العملية الزراعية التي يعوّل عليها الفلاحون لتجديد وتوسيع الواحات وضمان استدامة الإنتاج.

وفي هذا السياق، وحرصاً على مرافقة الفلاحين وتقديم الدعم التقني اللازم، قام طاقم آلية  “المثمر” بسلسلة من الزيارات الميدانية لمجموعة من الضيعات الفلاحية بالإقليم، حيث تم تقديم حزمة من التوصيات العملية لضمان نجاح عملية الغرس وتحقيق إنتاجية عالية على المدى الطويل.

ومن أبرز التوجيهات التي تم التركيز عليها خلال هذه الزيارات، ضرورة إعداد الحفر وفق مقاييس دقيقة، بحيث يتم إنجازها على شكل مكعبات بأضلاع يبلغ طولها متر واحد، مع الحرص على حفرها قبل مدة كافية من موعد الغرس لتهوية التربة وضمان تجانسها.

كما شدد الفريق التقني على أهمية ملء الحفر بتربة جيدة، ممزوجة بكميات مناسبة من السماد العضوي والمعدني، مما يعزز من خصوبة التربة ويدعم نمو الفسائل بشكل سليم.

ولتوفير الظروف المثالية قبل عملية الغرس، تم التأكيد على ضرورة سقي الحفر لمدة تتراوح ما بين 4 إلى 5 أيام، حتى تكتسب التربة الرطوبة اللازمة. وفي خطوة تهدف إلى حماية الفسائل من الظروف المناخية القاسية التي قد تتعرض لها، نصح الطاقم باستعمال القصب المنسوج أو سعف النخيل كحواجز واقية ضد الرياح العاتية والبرد أو الحرارة المفرطة.

أما بعد الغرس، فيوصى بضغط التربة جيداً بالأرجل حول الفسيلة، مع إعداد الحوض الخاص بها والسقي المباشر لضمان تثبيت الجذور بشكل صحيح وتسريع عملية التأقلم مع التربة.

هذه المبادرة تدخل في إطار سياسة القرب التي ينتهجها برنامج “المثمر” وبدعم من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ، والذي يسعى إلى تطوير سلاسل الإنتاج وتحسين مردودية الواحات، بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة وحماية الرأسمال الطبيعي للمنطقة.

ولعلّ التزام الفلاحين بهذه التوصيات التقنية المدروسة من شأنه أن يساهم بشكل مباشر في تعزيز قطاع النخيل بإقليم الراشيدية، وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين دخل الفلاحين، فضلاً عن صون الموروث البيئي العريق الذي تزخر به المنطقة.

#المحيط الفلاحي : عادل العربي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.