في عيد الشغل الاممي نحيي كل يد عاملة تبني وتزرع دون كلل كل عام وانتم اساس التنمية وركيزة المستقبل
بكل فخرٍ واعتزاز، نستقبل اليوم عيد الشغل الأممي، هذا اليوم الذي لا يُختزل في مجرد مناسبة رمزية أو تاريخ عابر، بل هو محطة سنوية نُجدد فيها العهد مع قيم العمل الجاد والكد الشريف، ونرفع القبعة لكل يد عاملة تشق طريقها بإرادة صلبة نحو بناء الأوطان، وتحقيق الأمن الغذائي، وتثبيت أسس التنمية المستدامة. ففي قلب كل حقل، وتحت شمس كل أرض، وعلى خطوط كل مشروع فلاحي أو تنموي، هناك رجال ونساء يكتبون بأيديهم قصة الكفاح، ويزرعون بأصابعهم بذور الغد الأفضل.
في عيد الشغل، لا يمكننا إلا أن نوجه أسمى التحيات والتقدير لكل عامل وعاملة، لكل مهندس ومهندسة زراعية، لكل طبيب بيطري و طبيبة بيطرية لكل فلاح وفلاحة، لكل من حمل المعول أو أمسك بالقلم أو أدار عجلة الإنتاج في صمت وتفانٍ. فأنتم نبض الأرض وروحها، أنتم من تُسقون الزرع بعرق الجبين، وتواجهون تقلبات المناخ وشح الموارد بقوة الإيمان والذكاء المهني، أنتم من تحوّلون التحديات إلى فرص، وتعيدون تعريف معنى الصبر والانتماء للوطن ، أنتم من تثبتون في كل موسم، أن العمل ليس مجرد وظيفة، بل رسالة وحياة شريفة.
تحية لمن استيقظ مع أول خيوط الفجر ليروي الحقول، لمن يسهر على تتبع نمو الشتلات، لمن يقف في المختبرات يحلل التربة ويبتكر حلولاً ذكية لأزمات الغذاء، لمن يجوب البوادي لتأطير التعاونية الفلاحية، ولمن يحرص على نقل المعرفة والخبرة إلى الأجيال الصاعدة من شباب وشابات القرى. تحية لكل من اختار البقاء في أرضه، متمسكًا بجذوره، في زمن يغري فيه الترحال والهجرة. إن ما تصنعونه لا يقدَّر بثمن، لأن بناء الإنسان وتحقيق السيادة الغذائية من أعظم المهام التي تتجاوز حدود الزمان والمكان.
في هذا اليوم المجيد، لا نحتفل فقط بالأيدي التي تبني، بل بالأرواح التي تؤمن بأن العمل قيمة عليا، وبأن التنمية تبدأ من الحقل، وبأن السيادة لا تُسترجع إلا بإرادة العاملين على الأرض. فأنتم صمام الأمان في زمن الأزمات، وأنتم نواة التحول الأخضر، ورافعة الاقتصاد الأخلاقي المبني على الكرامة والإبداع.
عيد الشغل مناسبة نُجدد فيها احترامنا لكرامة العامل، ودعوتنا المستمرة إلى تحسين ظروف اشتغاله، وتثمين مجهوده، وتوفير الحماية الاجتماعية والصحية له، خاصة في قطاعات حيوية كالفلاحة والصناعات الغذائية التي تواجه ضغوطات كبرى في سياق التغير المناخي والتحديات العالمية.
وإننا إذ نحتفي بكم اليوم، فإننا نرفع الصوت عالياً: لا تنمية بدونكم، ولا مستقبل أخضر بدون جهودكم، ولا أمن غذائي بدون عرقكم. فأنتم السند، والركيزة، والضمانة الحقيقية لمغرب الغد، مغرب الكرامة والعدالة والتقدم.
كل عام وأنتم بخير…
كل عام وأنتم بناة الأمل…
كل عام وأنتم تاج الشغل وأساس النهوض والتنمية المستدامة…
# عادل العربي